الحق أحق أن يُتَّبع.. "رداً على الطالبي"
صفحة 1 من اصل 1
الحق أحق أن يُتَّبع.. "رداً على الطالبي"
الحق أحق أن يُتَّبع.. "رداً على الطالبي"
عبد المجيد الشرفي*
لقد ترددنا كثيرا في التعقيب على ما ورد في كتاب الاستاذ محمد الطالبي الاخير "ليطمئنّ قلبي" في شأننا. ولم يكن سبب ترددنا قصورا في الحجّة أو هروبا من المواجهة، ولكنه راجع إلى اقتناعنا بأنّ الجدل عقيم وأنّ البناء أفضل دائما من الهدم، من جهة، وإلى خشيتنا من أن يؤوَّل سكوتنا على أنه احتقار لمن هاجمنا وسبّنا بغير وجه حق، من جهة ثانية.
ونحن نربأ بأنفسنا عن أن نردّ على شخص كان أستاذنا في فترة الطلب، وأشرف على أطروحتنا، وأشرفنا نحن على الاعمال التي أهديت إليه في عيد ميلاده السبعين، وقمنا بتقديم الترجمة الفرنسية التي أخرجت لكتابه "عيال الله" بعنوان Plaidoyer pour un islam moderne (1)، ودعوناه إلى التعبير عن آرائه بكل حرية على منبر كرسي اليونسكو للاديان المقارنة، وتشبثنا بهذه الدعوة رغم اعتراض بعض السلط الجامعية الادارية. ثم إننا لم نسمع من الرجل يوما نقداـ ولو تلميحا ـ لِما نكتب أو احترازا ممّا ننجز، على كثرة المناسبات التي التقينا فيها وتحدثنا.
نربأ بأنفسنا عن أن نردّ عليه عندما أدركته الشيخوخة وتراجع عن مواقفه السابقة وعن ما كتبه هو نفسه وهو في سنّ الخمسين(2) ولا نستغرب كفر الطالبي اليوم بما كان يدعو إليه بالامس، فقد سبقه خالد محمد خالد إلى التنكر في كتابه "دين ودولة" لما دافع عنه في كتابه "من هنا نبدأ"، وانتقل محمد عمارة من الشيوعية إلى الاسلاموية، ومصطفى محمود من الالحاد إلى الايمان، وعباس عبد النور من التصوف وإمامة الناس في المساجد إلى رفض ما في القرآن جملة وتفصيلا في كتابه "محنتي مع القرآن ومع الله في القرآن". والقائمة طويلة للذين افتقدت مواقفهم الاولى الارضية المعرفية الصلبة التي يمكن أن تتطوّر وتتعمّق لا أن تمحى بفعل الظروف أو للشعور بقرب الاجل.
وقد أكّد في كتابه الاخير صحة التشخيص الذي ذهبنا إليه مع الاسف الشديد من أنه لم يسلم من غرق الشيخوخة، وذلك حين بيّنّا الاخطاء الجسيمة التي وقع فيها ونشرنا ذلك في مجلة Jeune Afrique بعددها الصادر يوم 3 ديسمبر 2006، بعد أن نبهناه إلى بعضها في رسالة شخصية في جانفي 2006(3).
إلا أننا لاحظنا أن هذا الكتاب لبّس على كثير من القرّاء الذين ليس لهم إلمام كاف بالقضايا المطروحة فيه، فوجب التوضيح. وكما قال الشاعر:
إنّا لَقوم أبت أخلاقنا شرفا
أن نبتدي بالاذى مَن ليس يؤذينا
أمّا وقد أوذينا وثُلبنا واتُّهِمنا باطلا وورُمينا بشتّى النعوت القذرة فلسنا من الذين إذا لطمهم أحد على خدهم الايمن أعطوه الخد الايسر. وقد تكرّم علينا الطالبي بوابل من الشتائم (الخداع والتمويه والكذب والنفاق والمداهنة وما أشبه من الصفات التي تسيء إلى من تصدر عنه قبل الاساءة إلى غيره، و لا تدل إلا على عجزه). فهل يعلم القارئ ما سِرّ هذا الكرم الحاتمي؟ هو عنده... "العمل بآداب الله"!
فنسب إلينا ظلمًا القولَ بأنّ القرآن "إنما شرع في تصنيفه عثمان مع عصبة من الصحابة، وتواصلت العملية تعديلا وإضافة وحذفا على ما يزيد من قرن"(كذا)، وأننا "ننظّر للفكر الانسلاخسلامي"، نغوي ونغالط، ونردّد ما ترويه مصادرنا الاستشراقية، غايتنا "هدم الثقة في القرآن جملة وتفصيلا، وذلك بكل الوسائل والطرق، ولا يهمّـنا توخّي الموضوعية في ذلك..." وحين قدّمنا كتاب دي بريمار De Prémare: Les fondations de l islam في مجلة مقدمات، وعبرنا عن عدم موافقتنا الكاملة على ما جاء فيه،فهم هو من دون سائر القراء أننا "لم نأخذ عليه سوى بعض الفجوات من قبيل عدم الاستشهاد ببعض المؤلفين".
ونسب إلينا كذلك من خياله، ومتعسّفا في تأويل ما كتبناه، أننا نعتبر القرآن "تخميرة رجل تخمّر، حسِب تخميرته إنما هي «وحي يوحى» (كذا)، بل نقرر ونعتقد ونكتب أن "هذه التخميرة لم يتوفّر تسجيلها كتابيا، حسب تعبيرنا إلا في القرن الثانــي الهجري"(كذا).
فإذا ما اتفق أن قلنا قولا صائبا حسب تقديره فذلك "كله من باب كلمة حق أريد بها باطل" و"من باب الخديعة والتوهيم والغلث والتدليس والتقنيع" (كذا)4. ثم إن الاسلام الذي ننظّر إليه (كذا) بدون آخرة، وإننا عنده "لم نـقرأ الفاتحة ولو مرة واحدة في حياتـنا وإن مررنا عليها مرارا، مرار الاستشراقية المسيحية التي ننهل من علمها ومنهجيا إليها نـنتمي". وأخيرا، وليس آخرا، أننا "قتل(ـنا) الاله" وظننا أنفسنا نيتشه الاسلام، ونحن مع ذلك... إلَهانيون (كذا)! (ص ص 33، 37، 40، والفصل الثاني كله وعنوانه: عبد المجيد الشرفي والتنظير المنهجي للانسلاخسلامية المقنّعة، ص ص 43 ـ 96، وغير ذلك من المواضع).
إننا لم نر أنفسنا في القليل أو الكثير من هذا الكمّ الهائل من الشتائم والحقائق المقلوبة. يا سبحان الله ! كم كان زملاؤنا الجامعيون الذين منحونا ثقتهم أكثر من مرة، والمئات من طلبتنا الذين علّمناهم وأطّرنا العشرات منهم لنيل شهادات عليا نجحوا فيها بعدما نظرت في أعمالهم لجان علمية ترأس عددا منها الاستاذ محمد الطالبي نفسه، كم كان هؤلاء جميعهم أغبياء وانطلى عليهم خبثنا وكذبنا وتدليسنا، إلى آخر قائمة الرذائل التي أتحفنا بها قاموسه ! بل ما أغبى قراءنا العديدين في مشارق الارض ومغاربها وهم الذين عبّر البعض منهم كتابة وعبّر الاخرون مشافهة وعلى رؤوس الملا عن امتنانهم لاننا صالحناهم مع الاسلام بعد أن نفّرهم منه جمهور الدعاة المتاجرين بالدين وكل من بدّعي أنه "يهتدي بهدي الله"، وكأنّ له تفويضا من السماء.
http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=c1199be3723141db7d1e3d55f085f12a&cat=12&id=462&m=d560de066a74c529d096bdf7bf143e74
عبد المجيد الشرفي*
لقد ترددنا كثيرا في التعقيب على ما ورد في كتاب الاستاذ محمد الطالبي الاخير "ليطمئنّ قلبي" في شأننا. ولم يكن سبب ترددنا قصورا في الحجّة أو هروبا من المواجهة، ولكنه راجع إلى اقتناعنا بأنّ الجدل عقيم وأنّ البناء أفضل دائما من الهدم، من جهة، وإلى خشيتنا من أن يؤوَّل سكوتنا على أنه احتقار لمن هاجمنا وسبّنا بغير وجه حق، من جهة ثانية.
ونحن نربأ بأنفسنا عن أن نردّ على شخص كان أستاذنا في فترة الطلب، وأشرف على أطروحتنا، وأشرفنا نحن على الاعمال التي أهديت إليه في عيد ميلاده السبعين، وقمنا بتقديم الترجمة الفرنسية التي أخرجت لكتابه "عيال الله" بعنوان Plaidoyer pour un islam moderne (1)، ودعوناه إلى التعبير عن آرائه بكل حرية على منبر كرسي اليونسكو للاديان المقارنة، وتشبثنا بهذه الدعوة رغم اعتراض بعض السلط الجامعية الادارية. ثم إننا لم نسمع من الرجل يوما نقداـ ولو تلميحا ـ لِما نكتب أو احترازا ممّا ننجز، على كثرة المناسبات التي التقينا فيها وتحدثنا.
نربأ بأنفسنا عن أن نردّ عليه عندما أدركته الشيخوخة وتراجع عن مواقفه السابقة وعن ما كتبه هو نفسه وهو في سنّ الخمسين(2) ولا نستغرب كفر الطالبي اليوم بما كان يدعو إليه بالامس، فقد سبقه خالد محمد خالد إلى التنكر في كتابه "دين ودولة" لما دافع عنه في كتابه "من هنا نبدأ"، وانتقل محمد عمارة من الشيوعية إلى الاسلاموية، ومصطفى محمود من الالحاد إلى الايمان، وعباس عبد النور من التصوف وإمامة الناس في المساجد إلى رفض ما في القرآن جملة وتفصيلا في كتابه "محنتي مع القرآن ومع الله في القرآن". والقائمة طويلة للذين افتقدت مواقفهم الاولى الارضية المعرفية الصلبة التي يمكن أن تتطوّر وتتعمّق لا أن تمحى بفعل الظروف أو للشعور بقرب الاجل.
وقد أكّد في كتابه الاخير صحة التشخيص الذي ذهبنا إليه مع الاسف الشديد من أنه لم يسلم من غرق الشيخوخة، وذلك حين بيّنّا الاخطاء الجسيمة التي وقع فيها ونشرنا ذلك في مجلة Jeune Afrique بعددها الصادر يوم 3 ديسمبر 2006، بعد أن نبهناه إلى بعضها في رسالة شخصية في جانفي 2006(3).
إلا أننا لاحظنا أن هذا الكتاب لبّس على كثير من القرّاء الذين ليس لهم إلمام كاف بالقضايا المطروحة فيه، فوجب التوضيح. وكما قال الشاعر:
إنّا لَقوم أبت أخلاقنا شرفا
أن نبتدي بالاذى مَن ليس يؤذينا
أمّا وقد أوذينا وثُلبنا واتُّهِمنا باطلا وورُمينا بشتّى النعوت القذرة فلسنا من الذين إذا لطمهم أحد على خدهم الايمن أعطوه الخد الايسر. وقد تكرّم علينا الطالبي بوابل من الشتائم (الخداع والتمويه والكذب والنفاق والمداهنة وما أشبه من الصفات التي تسيء إلى من تصدر عنه قبل الاساءة إلى غيره، و لا تدل إلا على عجزه). فهل يعلم القارئ ما سِرّ هذا الكرم الحاتمي؟ هو عنده... "العمل بآداب الله"!
فنسب إلينا ظلمًا القولَ بأنّ القرآن "إنما شرع في تصنيفه عثمان مع عصبة من الصحابة، وتواصلت العملية تعديلا وإضافة وحذفا على ما يزيد من قرن"(كذا)، وأننا "ننظّر للفكر الانسلاخسلامي"، نغوي ونغالط، ونردّد ما ترويه مصادرنا الاستشراقية، غايتنا "هدم الثقة في القرآن جملة وتفصيلا، وذلك بكل الوسائل والطرق، ولا يهمّـنا توخّي الموضوعية في ذلك..." وحين قدّمنا كتاب دي بريمار De Prémare: Les fondations de l islam في مجلة مقدمات، وعبرنا عن عدم موافقتنا الكاملة على ما جاء فيه،فهم هو من دون سائر القراء أننا "لم نأخذ عليه سوى بعض الفجوات من قبيل عدم الاستشهاد ببعض المؤلفين".
ونسب إلينا كذلك من خياله، ومتعسّفا في تأويل ما كتبناه، أننا نعتبر القرآن "تخميرة رجل تخمّر، حسِب تخميرته إنما هي «وحي يوحى» (كذا)، بل نقرر ونعتقد ونكتب أن "هذه التخميرة لم يتوفّر تسجيلها كتابيا، حسب تعبيرنا إلا في القرن الثانــي الهجري"(كذا).
فإذا ما اتفق أن قلنا قولا صائبا حسب تقديره فذلك "كله من باب كلمة حق أريد بها باطل" و"من باب الخديعة والتوهيم والغلث والتدليس والتقنيع" (كذا)4. ثم إن الاسلام الذي ننظّر إليه (كذا) بدون آخرة، وإننا عنده "لم نـقرأ الفاتحة ولو مرة واحدة في حياتـنا وإن مررنا عليها مرارا، مرار الاستشراقية المسيحية التي ننهل من علمها ومنهجيا إليها نـنتمي". وأخيرا، وليس آخرا، أننا "قتل(ـنا) الاله" وظننا أنفسنا نيتشه الاسلام، ونحن مع ذلك... إلَهانيون (كذا)! (ص ص 33، 37، 40، والفصل الثاني كله وعنوانه: عبد المجيد الشرفي والتنظير المنهجي للانسلاخسلامية المقنّعة، ص ص 43 ـ 96، وغير ذلك من المواضع).
إننا لم نر أنفسنا في القليل أو الكثير من هذا الكمّ الهائل من الشتائم والحقائق المقلوبة. يا سبحان الله ! كم كان زملاؤنا الجامعيون الذين منحونا ثقتهم أكثر من مرة، والمئات من طلبتنا الذين علّمناهم وأطّرنا العشرات منهم لنيل شهادات عليا نجحوا فيها بعدما نظرت في أعمالهم لجان علمية ترأس عددا منها الاستاذ محمد الطالبي نفسه، كم كان هؤلاء جميعهم أغبياء وانطلى عليهم خبثنا وكذبنا وتدليسنا، إلى آخر قائمة الرذائل التي أتحفنا بها قاموسه ! بل ما أغبى قراءنا العديدين في مشارق الارض ومغاربها وهم الذين عبّر البعض منهم كتابة وعبّر الاخرون مشافهة وعلى رؤوس الملا عن امتنانهم لاننا صالحناهم مع الاسلام بعد أن نفّرهم منه جمهور الدعاة المتاجرين بالدين وكل من بدّعي أنه "يهتدي بهدي الله"، وكأنّ له تفويضا من السماء.
http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=c1199be3723141db7d1e3d55f085f12a&cat=12&id=462&m=d560de066a74c529d096bdf7bf143e74
أميمة- عضو بارز
- عدد الرسائل : 37
العمر : 38
الموقع : أمام الحاسوب
تاريخ التسجيل : 21/12/2007
رد: الحق أحق أن يُتَّبع.. "رداً على الطالبي"
نعم: الحق أحق أن يتبع (بين الأستاذين الطالبي والشرفي)
أبو يعرب المرزوقي
تمهيد:
ليس من شك في أن "الحق أحق أن يُتبع". لكن هل من الحق أن نفسر الغضب الذي عبر عنه الأستاذ الطالبي في كتابه ليطمئن قلبي (دار سيراس للنشر تونس 2007) ولو تضمينا بأعراض الشيخوخة؟ وهل من الحق أن نعتبر المعركة الدائرة معركة بين ممثلي العلم والمرتدين إلى الخرافة ؟ لولا هذين السؤالين اللذين يزعجان كل قارئ موضوعي للكتاب ولرد الأستاذ الشرفي بعنوان الحق أحق أن يتبع (الصباح 23 مارس 2008) لبقيت على الحياد بين زميلين من اختصاص واحد كلاهما عرف بالتحول من تدريس اختصاصه إلى تدريس بعض أدواته.
فالأستاذ محمد الطالبي مبرز ودكتور في الآداب العربية. لكنه عرف بتدريس التاريخ عامة وليس بتاريخ الأدب. والأستاذ عبد المجيد الشرفي مبرز ودكتور في الآداب العربية. لكنه عرف بتدريس اختصاص شبه نسبته إلى العلوم الإنسانية ذات مرة بنسبة الجغرافيا إلى العلوم الطبيعية. وهو يركز في دروسه وفي تأطير طلبته على الفكر الديني الإسلامي والديني المسيحي خاصة لأن رسالته كان موضوعها ذا صلة بالجدل الخصامي بين الفكرين في القرون الوسطى.
ولن أتكلم في هذا التحول الملفت فضلا عن كونه ليس من الممتنعات عقلا. فقد سبق لي أن كتبت في المسألة. سأهتم اليوم بالجواب عن هذين السؤالين اللذين جلبا انتباهي لما قرأت رد الأستاذ الشرفي بعد أن قرأت ما يعنيني من كتاب الأستاذ الطالبي في متابعاتي للفكر الديني العربي الحديث: فهل كلام الطالبي يقبل التفسير بردة ضد الفكر العلمي لعلها من أعراض الشيخوخة وهل الخصومة من ثم هي خصومة بين ممثلي العلم وممثلي الخرافة والعقول الكسلى التي تبحث عن الاطمئنان وراحة البال جبنا أمام إقدام الفكر العلمي ؟
اعتراضات الأستاذ الطالبي ما طبيعتها ؟
لعل ما يبدو للوهلة الأولى مساعدا للضمير الذي ضمنه الأستاذ الشرفي رده هو النبرة الحادة في غضبة الأستاذ الطالبي وكلامه على معتقدات الأستاذ الشرفي. وهو أمر لست من محبذيه فضلا عن كون الاختلاف حول الحلول التي يقترحها لا يلغي أهمية القضايا التي يطرحها والتي ينبغي علاجها بهدوء وروية. وليس من شك في أن ذلك قد يعد تدخلا سافرا في ما لا يحق للأستاذ الطالبي أن يتدخل فيه إذا نظر إليه من زاوية حرية المعتقد بل وحتى حرية عدم الاعتقاد.
لكن الأمر ليس هو كما يبدو للوهلة الأولى إلا لقارئ الكتاب المتحامل أو المتعجل في التهوين من أمر صاحبه الذي ليس من اليسير التهوين من فكره لما عرف به من صرامة وجدية. وقد بدا لي كلام الأستاذ الطالبي من علامات العقل الناضج حتى وإن طغى عليه شيء من حماس المؤمن المتألم مما وصفه في الكتاب من أعراض قل أن تتناسب مع المعرفة العلمية الجدية. ولعل حدة النبرة تضمر شيئا من الثورة على ما بدا لصاحب الكتاب من شبه عقوق لعله رآه في بعض طلبته.
كما أني أعتبر الكثير من احترازات الأستاذ الطالبي عين العقل عندما يكون مدركا لحدوده -وهو أمر قل أن تصاحبه وثوقية الفرحين بما يتصورونه اكتشافات وهو أقرب إلى الكليشيهات وخاصة الآن في هذا الظرف-بدليل ما نبين ها هنا. فلو كان الأمر بالوجه الذي حاول الأستاذ الشرفي إفادته بالعبارة وبالإشارة لصح ما يقوله في رده الذي جاء بأسلوب المتكلم بنحن إلى حد جعلني وكأني أقرأ نصا فرنسيا لا عربيا حيث النحن هي ضمير المتكلم عندما يتواضع.
فلا جدال أنه ليس من حق أي إنسان أن يحاكم معتقدات غيره إذا هو عبر عنها صراحة بوصفها معتقداته سواء في سيرته الذاتية أو في محاولة فكرية حرة لا يدعي لها صاحبها صفات البحث العلمي فضلا عن المباهاة بها وبصيتها الذي يبدو والله أعلم أنه قد عم الآفاق كما جاء في الرد. إنما المسألة هي بخلاف بادئ الرأي. وكل من قرأ الكتاب يشهد أن الأستاذ الطالبي كان أمينا في تعليل ما ألجأه للكلام في المعتقدات الشخصية لأنه نبه عديد المرات إلى أنه ما كان ليتكلم في معتقدات الأستاذ الشرفي لو كان صاحبها يعبر عنها بوصفها معتقداته أو بوصفها أمرا يعبر عنه في محاولات فكرية شخصية.
إنما هو يفعل لأن صاحبها قد جعلها مادة لدرسه بل ولمضمون بعض الكتب المدرسية التي كانت تهدف إلى إصلاح برامج التعليم الزيتوني فضلا عن كونها برنامجا لتأطير الطلبة الباحثين الذين تكاثروا-بسبب ما يتميز به النظام الجامعي في بلاد العرب حيث تختلط السلطات فتزول الفواصل بين السلطة العلمية الحقيقية واستغلال النفوذ إلى أن يتحول التأطير بمقتضى هذا الخلط بين السلطات حكرا على من بيدهم الحل والعقد في السلطان الجامعي التابع لأشكال الجاه فيكون الطالب مضطرا للبحث مع زيد بدل عمر بما تفرضه ضرورات لقمة العيش انتدابا وترقية وجاها- بل هو جعلها فلسفة دين يدعي أصحابها أنهم يتوخون فيها المناهج العلمية الحديثة ويبشرون بها معتبرين إياها عين العقل الذي يتميزون به عمن يبحث عن الاطمئنان وراحة البال تعريضا بعنوان الكتاب.
إستراتيجية الأستاذ الشرفي في الرد
الغريب أن الأستاذ الشرفي يبدو في رده-وليس يحق لي أن أعتبر ذلك تقية وإذن فهو عندي قد قصد ما قال- موافقا على أمر يوجب عليه أن يعطي للأستاذ الطالبي كامل الحق في كل ما قال في أعماله بمقتضى مسلمته التالية التي يباهي بكونه ينصح بها طلبته دائما. فهو يصرح في رده إلى أنه لم ينفك يقول لطلبته بأن للبحث في الدين ثلاث مستويات:
1-مستوى المصدر نفسه أي في هذه الحالة القرآن الكريم والوحي النبوي.
2-ومستوى إيمان الفرد إيجابا وسلبا للقول بمبدأ هو من جوهر الإسلام أعني حرية العقد.
3-ومستوى الدراسات التي يحاول بها العلماء فهم المستوى الأول أعني مستوى الاجتهادات التي تقبل المراجعة الدائمة لأنها جهد إنساني: كالتفسير والكلام والفقه وأصوله إلخ...
http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=51e1ace10e571d5bb15ae0340eb07deb&cat=12&id=463&m=1686453c5eca37b3252a7c2464edc227
أبو يعرب المرزوقي
تمهيد:
ليس من شك في أن "الحق أحق أن يُتبع". لكن هل من الحق أن نفسر الغضب الذي عبر عنه الأستاذ الطالبي في كتابه ليطمئن قلبي (دار سيراس للنشر تونس 2007) ولو تضمينا بأعراض الشيخوخة؟ وهل من الحق أن نعتبر المعركة الدائرة معركة بين ممثلي العلم والمرتدين إلى الخرافة ؟ لولا هذين السؤالين اللذين يزعجان كل قارئ موضوعي للكتاب ولرد الأستاذ الشرفي بعنوان الحق أحق أن يتبع (الصباح 23 مارس 2008) لبقيت على الحياد بين زميلين من اختصاص واحد كلاهما عرف بالتحول من تدريس اختصاصه إلى تدريس بعض أدواته.
فالأستاذ محمد الطالبي مبرز ودكتور في الآداب العربية. لكنه عرف بتدريس التاريخ عامة وليس بتاريخ الأدب. والأستاذ عبد المجيد الشرفي مبرز ودكتور في الآداب العربية. لكنه عرف بتدريس اختصاص شبه نسبته إلى العلوم الإنسانية ذات مرة بنسبة الجغرافيا إلى العلوم الطبيعية. وهو يركز في دروسه وفي تأطير طلبته على الفكر الديني الإسلامي والديني المسيحي خاصة لأن رسالته كان موضوعها ذا صلة بالجدل الخصامي بين الفكرين في القرون الوسطى.
ولن أتكلم في هذا التحول الملفت فضلا عن كونه ليس من الممتنعات عقلا. فقد سبق لي أن كتبت في المسألة. سأهتم اليوم بالجواب عن هذين السؤالين اللذين جلبا انتباهي لما قرأت رد الأستاذ الشرفي بعد أن قرأت ما يعنيني من كتاب الأستاذ الطالبي في متابعاتي للفكر الديني العربي الحديث: فهل كلام الطالبي يقبل التفسير بردة ضد الفكر العلمي لعلها من أعراض الشيخوخة وهل الخصومة من ثم هي خصومة بين ممثلي العلم وممثلي الخرافة والعقول الكسلى التي تبحث عن الاطمئنان وراحة البال جبنا أمام إقدام الفكر العلمي ؟
اعتراضات الأستاذ الطالبي ما طبيعتها ؟
لعل ما يبدو للوهلة الأولى مساعدا للضمير الذي ضمنه الأستاذ الشرفي رده هو النبرة الحادة في غضبة الأستاذ الطالبي وكلامه على معتقدات الأستاذ الشرفي. وهو أمر لست من محبذيه فضلا عن كون الاختلاف حول الحلول التي يقترحها لا يلغي أهمية القضايا التي يطرحها والتي ينبغي علاجها بهدوء وروية. وليس من شك في أن ذلك قد يعد تدخلا سافرا في ما لا يحق للأستاذ الطالبي أن يتدخل فيه إذا نظر إليه من زاوية حرية المعتقد بل وحتى حرية عدم الاعتقاد.
لكن الأمر ليس هو كما يبدو للوهلة الأولى إلا لقارئ الكتاب المتحامل أو المتعجل في التهوين من أمر صاحبه الذي ليس من اليسير التهوين من فكره لما عرف به من صرامة وجدية. وقد بدا لي كلام الأستاذ الطالبي من علامات العقل الناضج حتى وإن طغى عليه شيء من حماس المؤمن المتألم مما وصفه في الكتاب من أعراض قل أن تتناسب مع المعرفة العلمية الجدية. ولعل حدة النبرة تضمر شيئا من الثورة على ما بدا لصاحب الكتاب من شبه عقوق لعله رآه في بعض طلبته.
كما أني أعتبر الكثير من احترازات الأستاذ الطالبي عين العقل عندما يكون مدركا لحدوده -وهو أمر قل أن تصاحبه وثوقية الفرحين بما يتصورونه اكتشافات وهو أقرب إلى الكليشيهات وخاصة الآن في هذا الظرف-بدليل ما نبين ها هنا. فلو كان الأمر بالوجه الذي حاول الأستاذ الشرفي إفادته بالعبارة وبالإشارة لصح ما يقوله في رده الذي جاء بأسلوب المتكلم بنحن إلى حد جعلني وكأني أقرأ نصا فرنسيا لا عربيا حيث النحن هي ضمير المتكلم عندما يتواضع.
فلا جدال أنه ليس من حق أي إنسان أن يحاكم معتقدات غيره إذا هو عبر عنها صراحة بوصفها معتقداته سواء في سيرته الذاتية أو في محاولة فكرية حرة لا يدعي لها صاحبها صفات البحث العلمي فضلا عن المباهاة بها وبصيتها الذي يبدو والله أعلم أنه قد عم الآفاق كما جاء في الرد. إنما المسألة هي بخلاف بادئ الرأي. وكل من قرأ الكتاب يشهد أن الأستاذ الطالبي كان أمينا في تعليل ما ألجأه للكلام في المعتقدات الشخصية لأنه نبه عديد المرات إلى أنه ما كان ليتكلم في معتقدات الأستاذ الشرفي لو كان صاحبها يعبر عنها بوصفها معتقداته أو بوصفها أمرا يعبر عنه في محاولات فكرية شخصية.
إنما هو يفعل لأن صاحبها قد جعلها مادة لدرسه بل ولمضمون بعض الكتب المدرسية التي كانت تهدف إلى إصلاح برامج التعليم الزيتوني فضلا عن كونها برنامجا لتأطير الطلبة الباحثين الذين تكاثروا-بسبب ما يتميز به النظام الجامعي في بلاد العرب حيث تختلط السلطات فتزول الفواصل بين السلطة العلمية الحقيقية واستغلال النفوذ إلى أن يتحول التأطير بمقتضى هذا الخلط بين السلطات حكرا على من بيدهم الحل والعقد في السلطان الجامعي التابع لأشكال الجاه فيكون الطالب مضطرا للبحث مع زيد بدل عمر بما تفرضه ضرورات لقمة العيش انتدابا وترقية وجاها- بل هو جعلها فلسفة دين يدعي أصحابها أنهم يتوخون فيها المناهج العلمية الحديثة ويبشرون بها معتبرين إياها عين العقل الذي يتميزون به عمن يبحث عن الاطمئنان وراحة البال تعريضا بعنوان الكتاب.
إستراتيجية الأستاذ الشرفي في الرد
الغريب أن الأستاذ الشرفي يبدو في رده-وليس يحق لي أن أعتبر ذلك تقية وإذن فهو عندي قد قصد ما قال- موافقا على أمر يوجب عليه أن يعطي للأستاذ الطالبي كامل الحق في كل ما قال في أعماله بمقتضى مسلمته التالية التي يباهي بكونه ينصح بها طلبته دائما. فهو يصرح في رده إلى أنه لم ينفك يقول لطلبته بأن للبحث في الدين ثلاث مستويات:
1-مستوى المصدر نفسه أي في هذه الحالة القرآن الكريم والوحي النبوي.
2-ومستوى إيمان الفرد إيجابا وسلبا للقول بمبدأ هو من جوهر الإسلام أعني حرية العقد.
3-ومستوى الدراسات التي يحاول بها العلماء فهم المستوى الأول أعني مستوى الاجتهادات التي تقبل المراجعة الدائمة لأنها جهد إنساني: كالتفسير والكلام والفقه وأصوله إلخ...
http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=51e1ace10e571d5bb15ae0340eb07deb&cat=12&id=463&m=1686453c5eca37b3252a7c2464edc227
أميمة- عضو بارز
- عدد الرسائل : 37
العمر : 38
الموقع : أمام الحاسوب
تاريخ التسجيل : 21/12/2007
رد: الحق أحق أن يُتَّبع.. "رداً على الطالبي"
نُخَبُنا... حين تتدابر" قراءة في كتاب محمد الطالبي
احميدة النيفر
يُسَرُّ المرء لرؤية الكتاب و يفرح لاقتنائه ويسعد بمطالعته، ذلك أن في استصحاب الكتاب توسعة للذات تنمو بها الشخصية وتنفتح بها آفاق الوعي وتستيقظ بها الإرادة. بالكتاب المبدع يمتدّ العمر مديدا - عُمرُ المبدِع وعُمر القارئ- فترتقي الحياة مزهوّة بالتنوّع وبالنَسَغ المتخلِق فيها روحا وذكاء وحركة.
هذا هو شأن الكتاب في كل حضارة فما بالك بالحضارة التي انبعثت أساسا من " كتاب".
أمّا في الواقع فقد عاش الكتاب عندنا في بلاد "المغارب" وضعا يختلف عما درج عليه المشرق، هو هنا قطعٌ نادرٌ و متاع سريع العطب. تعرّض في الماضي إلى الحرق والإتلاف فضلا عمّا طغى لدى العلماء طوال القرون من سنّة الرواية الشفوية المشدِّدة على الحفظ أكثر من أيّ سعي إلى الإضافة بالكتابة و الإبداع بالتأليف. لذلك سادت بين المتأخرين من المغاربة قولة : "من ألّف فقد استُهدِف" توقيّا من الكتاب الجديد المؤدي إلى النقد والتقويم.
في تونس الحديثة كان للكتاب العربي المبدع تاريخٌ خاص يختلف في بعض مناحيه عمّا عرفه في الجهات المغاربيّة الأخرى. في البلد الذي أنجب ابن خلدون كان على المؤلف منذ أجيال أن يواجه حالة عجيبة من الزهد في التأليف والتفكير. ذلك ما جعل أحد الروّاد ينشر كتبه ضمن مجموعة "تحريك السواكن" بينما اختار آخر للنشر سلسلة " البعث" أملاً منهما في الحركة والإحياء. يضاف إلى ذلك ما استقرّ لدى بعض النخب التونسية من اعتقاد راسخ أن الكتابة الجادّة والحديثة لا تكون إلاّ بالفرنسية أمّا العربيّة فقد حسبوها لغة إسهاب لفظي و قصور فكري.
لذلك كان حرص عدد متزايد من المثقفين اليوم في هذا القطر على النشر بالعربية انعطافا تاريخيا حريّا بالاهتمام. ذاك صنيعٌ أقدمت عليه نخب من الرجال والنساء اعتبروا أن مراجعاتهم الفكرية و قراءاتهم للتراث والتاريخ و تقويمهم للمؤسسات و التوجهات الكبرى ينبغي أن تكون بالعربيّة.
ضمن هذا المسعى يتنزّل أحدث كتاب للمؤرخ والمفكر محمد الطالبي :" ليطمئن قلبي" الذي عالج فيه مسألة الإيمان ومقتضياته المعاصرة. اختار الكاتب أن يكشف عن تجربته الفكرية والذاتية في ضوء تحديين: أحدهما داخلي يمثّله المثقفون " المدّلسون، المتقنّعون بقناع الإسلام" والثاني خارجي هو " الغرب المسيحي" الذي ليس له غاية سوى " القضاء على الإسلام".
ينطلق الكتاب من اعتبار الإيمان انعتاقا للإرادة، هو شهادةٌ على العصر ومشاغله وتحدياته. هذا ما جعل المؤلف يباشر موضوعه من عدّة زوايا. هو وصيّة ٌ تختزل مسيرته في دروب الحياة وأوعارها و هو تكريم لابن خلدون" رائد الحداثة"، و هو فوق هذا وذاك مكاشفةٌ فيها تبيان لمسالك الإيمان والسعي إلى الحقيقة.
السؤال الذي يطرح نفسه هو : ما هي ضرورة الربط بين هذه المجالات الثلاثة و مجال رابع فيه "ردّ قاطع" على من لا يشاطره من الباحثين المعاصرين رؤيته في التعامل مع النص الديني؟
http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=159386c6dfd64a404dc59f3992726b39&cat=11&id=461&m=0062d90bbce833bc8dbdf105f53979f7
احميدة النيفر
يُسَرُّ المرء لرؤية الكتاب و يفرح لاقتنائه ويسعد بمطالعته، ذلك أن في استصحاب الكتاب توسعة للذات تنمو بها الشخصية وتنفتح بها آفاق الوعي وتستيقظ بها الإرادة. بالكتاب المبدع يمتدّ العمر مديدا - عُمرُ المبدِع وعُمر القارئ- فترتقي الحياة مزهوّة بالتنوّع وبالنَسَغ المتخلِق فيها روحا وذكاء وحركة.
هذا هو شأن الكتاب في كل حضارة فما بالك بالحضارة التي انبعثت أساسا من " كتاب".
أمّا في الواقع فقد عاش الكتاب عندنا في بلاد "المغارب" وضعا يختلف عما درج عليه المشرق، هو هنا قطعٌ نادرٌ و متاع سريع العطب. تعرّض في الماضي إلى الحرق والإتلاف فضلا عمّا طغى لدى العلماء طوال القرون من سنّة الرواية الشفوية المشدِّدة على الحفظ أكثر من أيّ سعي إلى الإضافة بالكتابة و الإبداع بالتأليف. لذلك سادت بين المتأخرين من المغاربة قولة : "من ألّف فقد استُهدِف" توقيّا من الكتاب الجديد المؤدي إلى النقد والتقويم.
في تونس الحديثة كان للكتاب العربي المبدع تاريخٌ خاص يختلف في بعض مناحيه عمّا عرفه في الجهات المغاربيّة الأخرى. في البلد الذي أنجب ابن خلدون كان على المؤلف منذ أجيال أن يواجه حالة عجيبة من الزهد في التأليف والتفكير. ذلك ما جعل أحد الروّاد ينشر كتبه ضمن مجموعة "تحريك السواكن" بينما اختار آخر للنشر سلسلة " البعث" أملاً منهما في الحركة والإحياء. يضاف إلى ذلك ما استقرّ لدى بعض النخب التونسية من اعتقاد راسخ أن الكتابة الجادّة والحديثة لا تكون إلاّ بالفرنسية أمّا العربيّة فقد حسبوها لغة إسهاب لفظي و قصور فكري.
لذلك كان حرص عدد متزايد من المثقفين اليوم في هذا القطر على النشر بالعربية انعطافا تاريخيا حريّا بالاهتمام. ذاك صنيعٌ أقدمت عليه نخب من الرجال والنساء اعتبروا أن مراجعاتهم الفكرية و قراءاتهم للتراث والتاريخ و تقويمهم للمؤسسات و التوجهات الكبرى ينبغي أن تكون بالعربيّة.
ضمن هذا المسعى يتنزّل أحدث كتاب للمؤرخ والمفكر محمد الطالبي :" ليطمئن قلبي" الذي عالج فيه مسألة الإيمان ومقتضياته المعاصرة. اختار الكاتب أن يكشف عن تجربته الفكرية والذاتية في ضوء تحديين: أحدهما داخلي يمثّله المثقفون " المدّلسون، المتقنّعون بقناع الإسلام" والثاني خارجي هو " الغرب المسيحي" الذي ليس له غاية سوى " القضاء على الإسلام".
ينطلق الكتاب من اعتبار الإيمان انعتاقا للإرادة، هو شهادةٌ على العصر ومشاغله وتحدياته. هذا ما جعل المؤلف يباشر موضوعه من عدّة زوايا. هو وصيّة ٌ تختزل مسيرته في دروب الحياة وأوعارها و هو تكريم لابن خلدون" رائد الحداثة"، و هو فوق هذا وذاك مكاشفةٌ فيها تبيان لمسالك الإيمان والسعي إلى الحقيقة.
السؤال الذي يطرح نفسه هو : ما هي ضرورة الربط بين هذه المجالات الثلاثة و مجال رابع فيه "ردّ قاطع" على من لا يشاطره من الباحثين المعاصرين رؤيته في التعامل مع النص الديني؟
http://www.almultaka.net/ShowMaqal.php?module=159386c6dfd64a404dc59f3992726b39&cat=11&id=461&m=0062d90bbce833bc8dbdf105f53979f7
أميمة- عضو بارز
- عدد الرسائل : 37
العمر : 38
الموقع : أمام الحاسوب
تاريخ التسجيل : 21/12/2007
مواضيع مماثلة
» اليسار الماركسي و"العمل" و "القيمة"
» حقائق "المعجزة الاقتصادية"و انعكاساتها عتى المجتمع
» فلنساند "الآداب" اللّبنانية
» حقائق "المعجزة الاقتصادية"و انعكاساتها عتى المجتمع
» فلنساند "الآداب" اللّبنانية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى