قراءة في انتخابات المجالس العلمية
صفحة 1 من اصل 1
قراءة في انتخابات المجالس العلمية
خلافا لآنتخابات السنة الفارطة التّي خاضها الإتّحاد العام لطلبة تونس بقوائم موحّدة حظيت بإسناد الأطراف السياسية و اللّجنة الوطنية لإنجاز المؤتمر الموحّد فقد خاضت المنظمة هاته الإنتخابات دون أن تحسم النقاش الذي سبقها و الداعي إلى ضرورة المقاطعة بتعلّة الإحتجاج على حملة الإيقافات والإحالات على القضاء و مجالس التأديب التي يتعرّض لها مناضلوا و نشطاء الحركة و الإتّحاد.رأيٌ دحضه الشقّ الذي دافع عن ضرورة المشاركة و ضرورة التّواجد النّقابي في المجالس العلمية خصوصا في هذا الظرف المتّسم بتمرير مشروع إمد كما تحجّجوا بإمكانية مناشدة نوّاب الطلبة رئيس الدّولة التّرشح لرئاسية 2009 إذا غاب ممثّلوا اتحاد الطلبة في اجتماع يعقد للغرض - على غرار اجتماعي السنتين الفارطتين بين نوّاب الطلبة و وزير التّعليم العالي للحديث في واقع الجامعة - .
انعكس هذا الإرتباك في الموقف بين المقاطعة و المشاركة على الأداء الميداني لهياكل و مناضلي المنظّمة خلال الحملة الإنتخابية و خصوصا يوم إجراء الإنتخابات فلم يتقدّم الإتّحاد بقوائم في عدد كبير من المؤسّسات الجامعية بل وفي ولايات بأكملها.
وتعمّق الإنقسام مع دخول قوائم عديدة للإنتخابات باسم الإتّحاد بعضها ببيانات إنتخابية ممضاة من أعضاء مكتب تنفيذي للمؤتمر الوطني 24 يمثّلون التّيار السّياسي المنسحب من اللّجنة الوطنية (طلبة الحزب الإشتراكي اليساري) و البعض الآخر بإمضاء أنصار المؤتمر الإستثنائي.
أما طلبة الحزب الحاكم فقد خاضوا الإنتخابات بعنوان "العمل النّقابي الدّيمقراطي"وبحملة إنتخابية مكثّفة مجالها المبيتات الجامعية و مادتها إغراءات مادية وترهيب الطلبة من الإتّحاد وقد خاض الطلبة "الدّساترة" هاته الإنتخابات بكلّ قواهم و مارسوا العنف في الأجزاء النافذين بها (كليات نابل الثّلاث و خاصّة المعهد التّحضيري بالمرازقة ، كلّية العلوم بقفصة ، كلّية الع.الإقتصادية و التّصرّف بالمركّب الجامعي المنار، كلّيتي الحقوق بسوسة و جندوبة ،كلّية الع.الإنسانية ابن شرف المدرسة العليا للتّصرّف بمنوبة) .
أما قوائم المستقلّين فقد تقدّمت بالخصوص في كلّيات العلوم تونس و بنزرت و صفاقس وكلّيات الحقوق بأريانة و المنار وسوسة و المعهد التّحضيري للدّ.الهندسية منفلوري و كلّية الإقتصاد ببنزرت. و هي قوائم لمناضلين غير راضين على أداء هياكل الإتّحاد بكلّياتهم أو مورس ضدّهم إقصاء ، أو لطلبة إسلاميين مستقلّين أو لطلبة "عاديين" متحّررين من أي إنتماء سياسي أو نقابي أو إيديولوجي.
عموما يمكن من خلال انتخابات هاته السّنة تسجيل بعض الملاحظات الهامّة:
- تأثير عملية توزيع الإنخراطات و انتخاب نوّاب المؤتمر و هيئات الفروع وما تستدعيه من تحالفات و "تكتيكات" على وحدة الأطراف السّياسية و النّقابية داخل المنظمة و بالتالي على الموقف من انتخابات المجالس العلميّة.
- العنف غير المسبوق الذي رافق العمليّة الإنتخابية بأجزاء جامعيّة عديدة وفي مختلف ولايات البلاد الذي تسبّب علاوة على تحطيم صناديق الإقتراع في أضرار لحقت مناضلين و طلبة متسبّبة في حالة عارمة من الفوضى.
- المشاركة المكثّفة لطلبة "منظمّة التّجمّع" و توظيفهم إمكانيات هائلة في الدّعاية و التّنسيق و التّحريض ضدّ خصومهم الذين كانوا في بعض الأحيان طلبة لا يمتّون بصلة للإتّحاد وممارستهم العنف و التّرهيب .
- انتصارات مدوّية لاتّحاد الطّلبة بكلّية الع.الإنسانية و الإجتماعية 9أفريل و كلّية آبن شرف والمعهد التّ.للدّ.الأدبية و الإنسانية بالقرجاني و كلّية الآداب منوبة و كلّية الآداب سوسة و كلّية الحقوق بجندوبة .
- هزائم لاتقلّ دويّا بكلية الصّحافة وعلوم الأخبار و كلّيات قفصة الثلاث(العلوم و الإنسانيّات و المعهد العالي للتّقنية) وآداب رقادة و بورقيبة للغات و حقوق صفاقس(خسارة المرحلة الثانية و الثالثة)
- العودة الرّمزية للإتّحاد بكلّية الحقوق سوسة التي تعتبر من معاقل "الدّساترة"
- نسب المشاركة المتواضعة في التّصويت في جلّ الأجزاء
- تعمّق مشكلة عزوف الطلبة عن المشاركة رغم أنّهم المعنيون بمسألة التّمثيلية في المجالس العلمية.
لإن سجّلت انتخابات هاته السّنة تراجعا في عدد "مقاعد" الإتّحاد وعودة مثيرة لظاهرة العنف و للتّواجد الدّستوري فإنّها تلخّص بإخلاص الأزمة التي تردّت إليها الجامعة العمومية والحركة الطلاّبية .
- الصراعات بين الحساسيات النّقابية و السّياسية لا تكاد تخبوا حتّى تعود أشدّ إيلاما للجسد الطلاّبي حيث المصلحة الحزبية و الذاتية لها مطلق الأولوية على استقلالية المنظّمة وعلى مشاغل آلاف الطلبة والجامعة عموما.
و إن أبدت بعض الأطراف التزاما بحدود دنيا نضالية فإنّها تبقى عاجزة عن رأب الصّدع الذي تظافرت على تأبيده عوامل تراوح بين الذاتي و الموضوعي ،
الذّاتي حيث الصّراعات سمة العلاقة بين الأطراف السّياسية و حيث تعاني الحركة الطلاّبية من غياب للبرامج و التّصورات والطّروحات السّياسية والنّقابية التي تستقرئ واقع الجامعة و البلاد عموما بهدف ترتيب الأولويات ولعب دورها بكلّ مسؤولية ونضج في نقد و نقض الإجراءات الإدارية الدّاعية لخوصصة الجامعة وعسكرتها والملتفّة على مكاسب الحركة والمهدّدة لحرّية العمل النّقابي و السّياسي داخلها.
والموضوعي حيث لم تخل سنة جامعية واحدة من شتّى أشكال التّضييق على نشطاء الإتّحاد عبر مجالس التّأديب و الإحالة على القضاء والإيقاف و التّعنيف . أما الأنكى فهو التّخريب غير المباشر لوحدة الصّف الطلاّبي عبر دعم وغضّ البصرعن مجموعات تمارس العنف وترهب الطّلبة وتتمعّش من المنظمة . فسلطة الإشراف تتحمّل المسؤولية في حالة اللامبالاة و اليأس التي تميّز "مرتادي" الجامعة اليوم تحمُّلها مسؤوليّة بطالة أصحاب الشهادات ومسؤوليّة تردّي الخدمات الجامعيّة من سكن ومنح وقروض وأُكلة ونقل..
إنّه لحَريٌ -على ضوء انتخابات المجالس العلمية- بالأطراف الناشطة بالحقل الجامعي أن تنكبّ على دراسة الملفات الحقيقية لعموم الطلبة وأن تتحمّل مسؤوليّاتها في الخروج من أزمة التمثيلية والبحث في أسباب عزوف الطلبة عن الإشتغال بالشأن العام وأن تمارس نقدا قاسيا للواقع الذي ساهمت في إنتاجه والموكولُ على عاتقها محاولة تغييره.
انعكس هذا الإرتباك في الموقف بين المقاطعة و المشاركة على الأداء الميداني لهياكل و مناضلي المنظّمة خلال الحملة الإنتخابية و خصوصا يوم إجراء الإنتخابات فلم يتقدّم الإتّحاد بقوائم في عدد كبير من المؤسّسات الجامعية بل وفي ولايات بأكملها.
وتعمّق الإنقسام مع دخول قوائم عديدة للإنتخابات باسم الإتّحاد بعضها ببيانات إنتخابية ممضاة من أعضاء مكتب تنفيذي للمؤتمر الوطني 24 يمثّلون التّيار السّياسي المنسحب من اللّجنة الوطنية (طلبة الحزب الإشتراكي اليساري) و البعض الآخر بإمضاء أنصار المؤتمر الإستثنائي.
أما طلبة الحزب الحاكم فقد خاضوا الإنتخابات بعنوان "العمل النّقابي الدّيمقراطي"وبحملة إنتخابية مكثّفة مجالها المبيتات الجامعية و مادتها إغراءات مادية وترهيب الطلبة من الإتّحاد وقد خاض الطلبة "الدّساترة" هاته الإنتخابات بكلّ قواهم و مارسوا العنف في الأجزاء النافذين بها (كليات نابل الثّلاث و خاصّة المعهد التّحضيري بالمرازقة ، كلّية العلوم بقفصة ، كلّية الع.الإقتصادية و التّصرّف بالمركّب الجامعي المنار، كلّيتي الحقوق بسوسة و جندوبة ،كلّية الع.الإنسانية ابن شرف المدرسة العليا للتّصرّف بمنوبة) .
أما قوائم المستقلّين فقد تقدّمت بالخصوص في كلّيات العلوم تونس و بنزرت و صفاقس وكلّيات الحقوق بأريانة و المنار وسوسة و المعهد التّحضيري للدّ.الهندسية منفلوري و كلّية الإقتصاد ببنزرت. و هي قوائم لمناضلين غير راضين على أداء هياكل الإتّحاد بكلّياتهم أو مورس ضدّهم إقصاء ، أو لطلبة إسلاميين مستقلّين أو لطلبة "عاديين" متحّررين من أي إنتماء سياسي أو نقابي أو إيديولوجي.
عموما يمكن من خلال انتخابات هاته السّنة تسجيل بعض الملاحظات الهامّة:
- تأثير عملية توزيع الإنخراطات و انتخاب نوّاب المؤتمر و هيئات الفروع وما تستدعيه من تحالفات و "تكتيكات" على وحدة الأطراف السّياسية و النّقابية داخل المنظمة و بالتالي على الموقف من انتخابات المجالس العلميّة.
- العنف غير المسبوق الذي رافق العمليّة الإنتخابية بأجزاء جامعيّة عديدة وفي مختلف ولايات البلاد الذي تسبّب علاوة على تحطيم صناديق الإقتراع في أضرار لحقت مناضلين و طلبة متسبّبة في حالة عارمة من الفوضى.
- المشاركة المكثّفة لطلبة "منظمّة التّجمّع" و توظيفهم إمكانيات هائلة في الدّعاية و التّنسيق و التّحريض ضدّ خصومهم الذين كانوا في بعض الأحيان طلبة لا يمتّون بصلة للإتّحاد وممارستهم العنف و التّرهيب .
- انتصارات مدوّية لاتّحاد الطّلبة بكلّية الع.الإنسانية و الإجتماعية 9أفريل و كلّية آبن شرف والمعهد التّ.للدّ.الأدبية و الإنسانية بالقرجاني و كلّية الآداب منوبة و كلّية الآداب سوسة و كلّية الحقوق بجندوبة .
- هزائم لاتقلّ دويّا بكلية الصّحافة وعلوم الأخبار و كلّيات قفصة الثلاث(العلوم و الإنسانيّات و المعهد العالي للتّقنية) وآداب رقادة و بورقيبة للغات و حقوق صفاقس(خسارة المرحلة الثانية و الثالثة)
- العودة الرّمزية للإتّحاد بكلّية الحقوق سوسة التي تعتبر من معاقل "الدّساترة"
- نسب المشاركة المتواضعة في التّصويت في جلّ الأجزاء
- تعمّق مشكلة عزوف الطلبة عن المشاركة رغم أنّهم المعنيون بمسألة التّمثيلية في المجالس العلمية.
لإن سجّلت انتخابات هاته السّنة تراجعا في عدد "مقاعد" الإتّحاد وعودة مثيرة لظاهرة العنف و للتّواجد الدّستوري فإنّها تلخّص بإخلاص الأزمة التي تردّت إليها الجامعة العمومية والحركة الطلاّبية .
- الصراعات بين الحساسيات النّقابية و السّياسية لا تكاد تخبوا حتّى تعود أشدّ إيلاما للجسد الطلاّبي حيث المصلحة الحزبية و الذاتية لها مطلق الأولوية على استقلالية المنظّمة وعلى مشاغل آلاف الطلبة والجامعة عموما.
و إن أبدت بعض الأطراف التزاما بحدود دنيا نضالية فإنّها تبقى عاجزة عن رأب الصّدع الذي تظافرت على تأبيده عوامل تراوح بين الذاتي و الموضوعي ،
الذّاتي حيث الصّراعات سمة العلاقة بين الأطراف السّياسية و حيث تعاني الحركة الطلاّبية من غياب للبرامج و التّصورات والطّروحات السّياسية والنّقابية التي تستقرئ واقع الجامعة و البلاد عموما بهدف ترتيب الأولويات ولعب دورها بكلّ مسؤولية ونضج في نقد و نقض الإجراءات الإدارية الدّاعية لخوصصة الجامعة وعسكرتها والملتفّة على مكاسب الحركة والمهدّدة لحرّية العمل النّقابي و السّياسي داخلها.
والموضوعي حيث لم تخل سنة جامعية واحدة من شتّى أشكال التّضييق على نشطاء الإتّحاد عبر مجالس التّأديب و الإحالة على القضاء والإيقاف و التّعنيف . أما الأنكى فهو التّخريب غير المباشر لوحدة الصّف الطلاّبي عبر دعم وغضّ البصرعن مجموعات تمارس العنف وترهب الطّلبة وتتمعّش من المنظمة . فسلطة الإشراف تتحمّل المسؤولية في حالة اللامبالاة و اليأس التي تميّز "مرتادي" الجامعة اليوم تحمُّلها مسؤوليّة بطالة أصحاب الشهادات ومسؤوليّة تردّي الخدمات الجامعيّة من سكن ومنح وقروض وأُكلة ونقل..
إنّه لحَريٌ -على ضوء انتخابات المجالس العلمية- بالأطراف الناشطة بالحقل الجامعي أن تنكبّ على دراسة الملفات الحقيقية لعموم الطلبة وأن تتحمّل مسؤوليّاتها في الخروج من أزمة التمثيلية والبحث في أسباب عزوف الطلبة عن الإشتغال بالشأن العام وأن تمارس نقدا قاسيا للواقع الذي ساهمت في إنتاجه والموكولُ على عاتقها محاولة تغييره.
salvador allende- عضو بارز
- عدد الرسائل : 55
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 16/12/2007
مواضيع مماثلة
» نتائج إنتخابات المجالس العلمية بالأجزاء الجامعية الكبرى بالع
» عاجل-انتخابات 2009
» قراءة في قصيدة وتريات ليلية..مظفر النواب
» عاجل-انتخابات 2009
» قراءة في قصيدة وتريات ليلية..مظفر النواب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى