مناضلون في كل مكان مناضلون بلا عنوان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الاتجاه الإسلامي في الحركة الطلابية في تونس

اذهب الى الأسفل

الاتجاه الإسلامي في الحركة الطلابية في تونس Empty الاتجاه الإسلامي في الحركة الطلابية في تونس

مُساهمة من طرف nouga الأحد 20 أبريل 2008 - 2:15

الاتجاه الإسلامي في الحركة الطلابية في تونس

"ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربّها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون" سورة إبراهيم 24-25

الإهداء : إلى شهداء الحركة الطلابية الذين رووا بدمائهم الزكية أرض تونس الطيبة المعطاءة.

إلى جيل الرواد من أبناء الاتجاه الإسلامي الذين ضحوا بأنفسهم وأموالهم وأوقاتهم لرفع راية التوحيد وخدمة قضايا الطلبة.

إلى كل الطلبة الذين جمعتنا وإياهم ساحات النضال على درب الحرية والكرامة.

إلى كل الأحرار من أبناء بلدنا الذين ضحوا ولا زالوا من أجل مستقبل مشرق وضّاء.

نهدي هذا الكتاب راجين من الله أن تكون له فائدة للباحثين والدارسين وأن ينفع به الأجيال القادمة من الإسلاميين.

تقديم

هذا الكتاب يحتوي على ورقات من تاريخ الاتجاه الإسلامي في الحركة الطلابية وفيه خلاصة موجزة جدا عن تجربة ثرية وتراث عظيم لمجاهدات ونضالات وتضحيات الطلبة الإسلاميين طيلة عقدين من الزمن أحدثت تحولات عميقة في واقع الجامعة التونسية والحركة الطلابية والمجتمع التونسي وهي تجربة من الثراء بحيث لا تسعها العشرات من المجلدات.

وحرصا منّا على أن لايضيع هذا التراث المشرق بسلبياته وإيجابياته وحتى لا يندثر مع الزمن ويطويه النسيان، سعينا إلى إحياء الذاكرة الجماعية متوكلين على الله ومعتمدين على بعض ما توفّر من المصادر والمراجع والشهادات الحيّة.

كانت هزيمة جوان 1967 على إثر الحرب الخاطفة بين العرب والصهاينة قاسية على نفوس الجماهير العربية والإسلامية وشكلت صدمة قوية جعلت الناس يطرحون عديد الأسئلة حول أسباب الهزيمة وماهي السبل لتجاوزها. واكتشف عدد كبير منهم أنّ الخواء الروحي وضعف العقيدة وذبول الممارسة التعبدية هو السبب الرئيسي في الهوان الذي أصاب الأمّة، فكان لهذه الهزيمة دور كبير في بروز ظاهرة التديّن في المجتمعات العربية والإسلامية. ولم يشذّ المجتمع التونسي عن هذا التحول الكبير فأخذت الروح تدبّ من جديد في المساجد التي كانت خالية إلاّ من بعض الشيوخ والمتقاعدين وبدأ بعض الشباب التلمذي يعرف طريقه نحو التديّن ويطرح شعار "الإسلام صالح لكلّ زمان ومكان" و" لن يعود لهذه الأمّة مجدها إلاّ بالإسلام".

وأخذ هؤلاء الشباب – وبحماسة شديدة – ينهلون من معين الإسلام الصافي فتراهم يقرؤون القرآن ويدرسون التفاسير وكتب العقيدة والسيرة والحديث والفقه، كانت نفوسهم تمتلئ فخرا بأمجاد وبطولات رجالات الإسلام بدءا بسيّد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلّم مرورا بالصحابة الكرام والفاتحين الذين نشروا الإسلام شرقا إلى حدود الصين وغربا إلى الأندلس. كانت نفوسهم تتحرق شوقا إلى استعادة أمجاد الأمّة بعد الهزائم المتلاحقة التي عرفتها خاصة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين بسبب تكالب الاستعمار الأوروبي عليها وسقوط الخلافة العثمانية واغتصاب فلسطين من قبل الصهاينة.

كانت هذه الجروح غائرة في نفوس هؤلاء الشباب وبذلك كانوا يعتبرون أيّ عمل يقومون به- مهما صغر- لبنة مهمّة في بناء أمجاد الأمّة من جديد وتجاوز عثرات وهزائم الماضي... كان هؤلاء التلامذة- والذين مثلوا رصيد الاتجاه الإسلامي الكبير في الجامعة- ينتظرون بشوق كبير رجوع إخوانهم الطلبة إلى قراهم ومدنهم وأريافهم ليتلقفوا منهم المعارف والمعلومات الجديدة أو الكتب حديثة الصدور والتي لم يكن بإمكانهم الحصول عليها وكانوا يتناقلون أدق التفاصيل والجزئيات حول الصراعات بين الاتجاه الإسلامي والتيارات السياسية الأخرى.

كانت الأخبار السارة تقوّي من عزائمهم وتلهب مشاعرهم وأكثر ما كان يميّز هؤلاء هو الحماسة والإخلاص والانطلاق وطاقة روحية ولاّدة للنشاط والفعل في الواقع كما أنّ مشاعر الأخوّة والمحبة هي القاسم المشترك بينهم وهذا ما يفسر إلى حد كبير الصعود المدوي للاتجاه الإسلامي في ظرف سنوات قليلة مكّنته من أن يصبح التيار الرئيس في الجامعة خلال سنة 1978-1979.

وفي الختام لا يجب أن نغفل عن حقيقة هامة وهي أنّ الضربات المتلاحقة والحملات المتكررة التي تعرض لها التيّار الإسلامي (1981-1983-1987-1991) قد تسببت في ضياع الكثير من هذا التراث ويصعب تجميع ما تبقّى منه خاصة مع حالة الحصار المتواصلة على النشاط الطلابي بصفة خاصة والإسلامي عموما ومع ذلك نرجو أن يجد الإسلاميون وكل وطنيّ حرّ من أبناء بلدنا العزيز تونس وفي مختلف أرجاء الوطن العربي الإسلامي الكبير أن يجدوا في هذا الكتاب ما يفيدهم ويساعدهم على رؤية طريق المستقبل بشكل أفضل.

والله من وراء القصد

كتاب في حلقات الاتجاه الإسلامي في الحركة الطلابية في تونس 2

الاتجاه الإسلامي في الحركة الطلابية بتونس

( الحلقة الثانية )

حقائق للتاريخ، طلبة الزيتونة وإصلاح التعليم

لا يمكننا دراسة تاريخ الاتجاه الإسلامي بالجامعة دون تفحص أحداث تاريخية شهدتها البلاد خلال فترات زمنية سابقة وخاصة في أواخر القرن التاسع عشر وطيلة النصف الأوّل من القرن العشرين. فقد كان لها تأثير كبير على ما نحن بصدده من موضوع، فقد ابتليت البلاد بالاحتلال الفرنسي المباشر على مدى ثلاثة أرباع القرن (1881-1956) كما كانت ساحة لمعارك عسكرية شرسة خلال حربين عالميتين مدمّرتين ونالها ما نالها من الغزو الثقافي والفكري الذي لم تنج منه أغلب البلدان العربية والإسلامية وكان سببا في إحداث تغييرات عميقة في سلم القيم وفي عقليات وسلوكيات عامة الناس وذلك بالرغم من وجود مؤسسات دينية عريقة عرف بعضها الوهن ولم يصمد بعضها الآخر أمام موجات الغزو الاستعماري. وقد كانت جامعة الزيتونة إحدى هذه القلاع الإسلامية التي امتد إشعاعها إلى كامل أنحاء الوطن الإسلامي وكانت على مدى 13 قرنا منارة للتعليم الإسلامي خاصة في منطقة المغرب العربي وفي إفريقيا فتخرج منها آلاف الأئمة والعلماء وارتادها مئات الآلاف من طلاب العلم في وقت لم تكن فيه وسائل النقل والاتصال ميسّرة وكان الكثير منهم يضحّي بأمواله وأرزاقه ويتجشم عناء السفر الطويل الذي يصل إلى آلاف الكيلومترات في سبيل الحصول على المعارف والعلوم الإسلامية.

ورغم الازدهار الذي عرفته هذه الجامعة الرائدة والتي تعتبر أوّل جامعة إسلامية يتم تأسيسها حيث سبقت نشأتها جامعة الأزهر في مصر وجامعة القرويين بفاس في المغرب. ولكن ومنذ نهايات القرن التاسع عشر أخذت تعرف شيئا من الركود والجمود. فتعددت المحاولات لإصلاح التعليم بها وخاصة في بداية القرن العشرين وتكوّنت لذلك عشرات اللجان والجمعيات الطلابية بقصد تحقيق هذا الهدف نجح بعضها في تحقيق مطالب معينة وفشل البعض الآخر ولكنها في المجمل لم ترق إلى مستوى طموحات أجيال من الطلبة الزيتونيين في تأكيد ريادة هذه الجامعة وقد التقت عوامل داخلية مع عوامل خارجية في بث الوهن في هذه المؤسسة العملاقة، منها انتهازية بعض المشرفين عليها وقلة التخطيط والتطوير إضافة إلى الضغوط الإدارية.

ومع ولادة "صوت الطالب الزيتوني" أواخر الأربعينيات انتقلت الجامعة الزيتونية إلى مرحلة جديدة من الحركية والنضال فتوحدت الصفوف واستنهضت الهمم وكان من أبرز التحركات التي نظمها الطلبة الزيتونيون الإعلان عن إضراب الجوع الذي قاموا به بالجامع الأعظم بتونس وفي كل المعاهد التابعة بكل أنحاء البلاد فأيده الشعب وباركه وتناقلت أخباره إذاعة "براغ" ولندن وتحدثت عنه الصحف العالمية وسارع زعماء الأحزاب السياسية (الديوان السياسي واللجنة التنفيذية والحزب الشيوعي) والمنظمات الوطنية (اتحاد الشغل واتحاد الفلاحين والاتحاد النسائي) إلى الإعلان عن تأييدهم للطلبة في اجتماع عام عقد بنفس الجامع. وأمام هذه الضغوط القوية وخشية من تطوّر الموقف إلى ماهو أخطر، دعت سلطة الحماية_ في مناورة سياسية واضحة_ أعضاء لجنة صوت الطالب إلى استئناف المفاوضات التي بدأتها سابقا لإيجاد حل للقضية المطروحة والمعروفة باسم الـ16 مطلبا مع وضع شروط لذلك على رأسها فك إضراب الجوع والرجوع إلى الاتصالات المباشرة وهذا ما وقع بالفعل.






http://www.tunisie-talaba.net/livre.htm

nouga

عدد الرسائل : 1
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 17/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى