مصنع يبث السموم وسط مناطق زراعية وسكنية
مناضلون في كل مكان مناضلون بلا عنوان :: ....الاجتماعي و التنموي :: في المسألة البيئية و التنمية المستديمة
صفحة 1 من اصل 1
مصنع يبث السموم وسط مناطق زراعية وسكنية
القيروان ... مصنع يبث السموم وسط مناطق زراعية وسكنية
ليس من المبالغة القول بأن القيروان مُهددة بكارثة بيئية بسبب تركيز مصنع لتكرير الورق المستعمل في قلب منطقة زراعية تُعتبر الحزام الأخضر للمدينة. هذا المصنع كان قائما في البرتغال قبل انضمامها للإتحاد الأوروبي، وكان من شروط الإنضمام التخلص من المصانع المُضرة بالبيئة نظرا لخطورة النفايات التي تُطلقها واستخدام مواد كيميائية سامة. وفعلا استجاب البرتغاليون للمطلب الأوروبي وأقفلوا المصنع، فتلقف أحدهم هذه الهدية المسمومة ونقلها إلى تونس. حاول في البدء تركيز المصنع في ولاية المهدية فمنعه أهلها، ثم انتقل إلى زغوان لكنه فشل بسبب امتناع وزارة البيئة عن إعطائه الترخيص، فحاول إقامة المصنع في كندار من ولاية سوسة وباءت المحاولة بالفشل أيضا، إلى أن وجد على رأس ولاية القيروان من ساعده على تركيزه في منطقة الشبيكة الفلاحية التي تبعد حوالي 11 كلم عن المدينة.
والجدير بالذكر أن هذا المسؤول السابق عُزل من منصبه وأدخل إلى السجن في سنة 2005 بسبب اتهامه بارتكاب مخالفات مشابهة قبل إخلاء سبيله في ظروف غامضة.
وعندما تزور المصنع اليوم تستوقفك مؤشرات مُريبة فهذا البناء الضخم الذي يمتد مسافة هامة على طول الطريق الرابطة بين القيروان وكل من حفوز وحاجب العيون والعلا، لا يحمل أي علامة أو لوحة تدل على أنه مصنع، فضلا عن الإشارة إلى أنه مصنع لمواد كيميائية سامة. لا شيء مكتوب على الواجهة ولا على الجدران الداخلية والخارجية، مع أن القانون يفرض حتى على بائع الفواكه الجافة أن يضع لوحة على محله. ثم ما الداعي للهروب من المناطق الصناعية في الولاية لإقامة المصنع في منطقة فلاحية وفي إطار التكتم المطلق؟ الجواب بسيط لدى أهالي البساتين المجاورة الذين قابلناهم وأطلعونا على الملف، وهو أن المصنع أنشئ رغم رفض وزارة البيئة إعطاء الترخيص لصاحبه.
هؤلاء السكان قيل لهم كما قيل للوزارة إن المعمل يصنع ورقا للف الشكولاتة والبسكويت، وأنت ترى فعلا دخانا كثيفا ينبعث من مداخنه ... بلون الشكولاتة. والأخطر من ذلك هو الأضرار التي لحقت وستلحق بالطبقة المائية وخاصة تسميم التربة والمياه بسبب دفن النفايات في الأرض، بالإضافة لتلويث الهواء بالسموم القاتلة في المزارع المجاورة وعلى مسافة قريبة من مدينة تعد أكثر من مائة ألف نسمة.
ويقول سكان المناطق المحيطة بالمصنع والتي تشكل حزاما أخضر حول مدينة القيروان إن النشاط الزراعي يُؤمن 98 بالمائة من دخلهم وهم متخوفون من أن المصنع يُهدد بالقضاء على الغراسات والزراعات وحتى على البشر في قوس يمتد من عبيدة إلى سيدي سالم إلى الباطن وصولا إلى حفوز والعلا والخزازية والحاجب ... فهل من رادع يوقف الأمور عند حدها ويُنقذ المزارعين وسكان مدينة القيروان من كارثة بيئية مُحققة قبل حدوثها؟
ضياء الدين النخلي
salvador allende- عضو بارز
- عدد الرسائل : 55
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 16/12/2007
مناضلون في كل مكان مناضلون بلا عنوان :: ....الاجتماعي و التنموي :: في المسألة البيئية و التنمية المستديمة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى