مناضلون في كل مكان مناضلون بلا عنوان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مأزق المحافضين الجدد والسّقوط المدوّي لمشاريع الهيمنة

اذهب الى الأسفل

مأزق المحافضين الجدد والسّقوط المدوّي لمشاريع الهيمنة Empty مأزق المحافضين الجدد والسّقوط المدوّي لمشاريع الهيمنة

مُساهمة من طرف democrate الأحد 30 ديسمبر 2007 - 3:01

في الذّكرى الأولى لآغتيال الرئيس صدّام وآقتراب الذكرى الخامسة لآحتلال العراق والسابعة للحرب على أفغانستان والثانية عل التّدخل في الصومال...
مأزق المحافضين الجدد والسّقوط المدوّي لمشاريع الهيمنة

بالرّغم من العولمة، أو بالأحرى بسببها، لم تتضاءل التّوترات بين البلدان بل صارت أكثر حدّة إلى درجة غير مسبوقة فأينما نظر المرء يمكنه أن يرى مواجهات وحروبا جديدة تخوضها الولايات المتّحدة بزعم إحلال الأمن و نشر ثقافة الإختلاف و الدّيمقراطية .
طبعا الدّيمقراطية التي تتذرّع بها هي نفسها التّي نادى بنشرها "جول فيرّي" و "تشامبرلاين" نهاية القرن 19 عندما آحتدّ التنافس بين الإمبرياليات حول اقتسام النفوذ و المستعمرات ونهب مقدّرات الشعوب،عفوا بل التنافس حول الأداء الأمثل لمهام الرّجل الأبيض في إشاعة الحضارة و الحداثة .فبؤر الصّراع التي فجّرتها و أجّجتها الولايات المتّحدة و على رأسهم العراق لم تجر فيهم الأمور كما خطّط "شرطي العالم" و بمجرّد إلقاء الضوء على التوزّع الجغرافي للآلة العسكرية و المخابراتية الأمريكية نتبين الطبيعة الأمنية التي تسم تعاملها لا فقط مع أعدائها "الإرهابيين" و "الأشرار" بل حتّى مع أصدقائها و حلفائها.
حوالي 150.000 جندي في العراق (والمزيد في الطريق إلى هناك)
( في أفغانستان 18.000(وهذا غير كاف للتحكم في الأوضاع
20.000 في اليابان
19.000 في كوريا الجنوبية
(في أوروبا 53.000(يتساءل الروس لماذا و قد التحقوا بالناتو؟
(في البوسنة وكوسوفو 3.000(حيث لم تحلّ أي من المشاكل العالقة في القرن الإفريقي 1300
ولا ننسى حوالي 700 من جنود المارينز الذين لا يزالون يحتلّون جزءا من التراب الكوبي في غوانتانامو.
الحرب في أفغانستان من الصعب الفوز بها أكثر مما هي الحرب في العراق.حيث لا تمارس الولايات المتحدة، بعد سنوات عن "إعلان النصر"، سوى سيطرة مهزوزة على كابول، حيث كارازاي لا يزال على قيد الحياة فقط بفضل الحراس الأمريكيين. القوات الأمريكية والبريطانية غارقة في القتال في الجنوب، حيث يخوض طالبان وغيرهم صراعا شرسا ضد قوات الاحتلال
لم يتمكن الأمريكيون والبريطانيون من إحلال السلام في أفغانستان ولن يتمكّنوا حتّى بآلتحاق فرنسا ساركوزي بل أمعنوا في تخريب المجتمع ، فأفغانستان اليوم يتشكل برلمانها ( اللّويا جيرغا) من أمراء الحرب وتجار المخدّرات وخليط من رجال العصابات وأنصار طالبان. يحرّك المستعمرون رؤوسهم ويشتكون من أنهم لم يتوقعوا أن تبدي طالبان مقاومة شرسة إلى ذلك الحد. لا أعرف لماذا لم يتوقعوا ذلك، في الوقت الذي يظهر كل تاريخ البلد أن الشعب الأفغاني لا يعامل الغزاة الأجانب بلطف. لقد سبق له أن هزم الجيش البريطاني في القرن التاسع عشر، وأجبر الاتحاد السوفياتي، بالرغم من كل قوته، على الانسحاب. وبيأس قامت الولايات المتحدة بدعوة "حلفائها" في الناتو للمشاركة في الحرب في الجنوب. هؤلاء الأخيرين ردوا بلطف قائلين: "اسبقونا أنتم، أيها السادة!" ونتيجة للتدخل في أفغانستان، تعرضت كل منطقة آسيا الوسطى للاضطراب وصار نظام مشرّف في باكستان معلقا بخيط.
الولايات المتحدة متورّطة، إضافة إلى الالتزامات العسكرية المعلنة، في عمليات عسكرية أخرى غير معلنة. لقد ُأشيع مؤخرا أنه للولايات المتحدة حوالي 1800 جندي في القرن الأفريقي، وهم ليسوا هناك من أجل الاستمتاع بالطبيعة. لقد كانت "المحاكم الشرعية" في الصومال تكسب حربا أهلية ضد حكومة أمراء الحرب ، المدعومة من طرف واشنطن.و من الواضح أن الولايات المتحدة هي من يقف وراء دخول الجيش الإثيوبي، الذي تمكن مؤقتا من هزم "المحاكم الشرعية" وإعادة تنصيب أمراء الحرب الموالين لأمريكا في مقديشيو. لكن بما أن الصوماليين لن يتحملوا وجود الجنود الإثيوبيين على أرضهم مدة طويلة و هو ما بدأت تثبته الأيام، فإن الولايات المتحدة ستزيد من تورطها العسكري من أجل الحيلولة دون انتصار "المتمردين".
و من المحتمل أن تجد الولايات المتحدة نفسها متورطة في حرب جديدة في القرن الإفريقي ذاقت مرارتها ..ذات تسعينات.
الهزيمة في العراق
أما العراق فقد جعل من جميع مخططات بوش حطاما بعد أكثر من أربع سنوات على احتلاله و تدمير بناه .و رغم الخراب و اللّعب على الوتر الطائفي و التّهجير المنهجي و كلّ المصائب التي حلّت بالعراق ،إلا أنّ المقاومة هناك لا يهفو صوتها حتّى تعود أكثر صلابة و أمتن عودا.فالولايات المتّحدة عجزت عن هزيمة المقاومة بحوالي 150.000 جندي مزوّدين بدعم مادّي و لوجيستي غير مسبوق و بتواطئ سياسي من "معتدلي" الدّاخل ودول الطّوق..
إن منظّري الحرب على العراق خاضوا الحرب جاهلين تماما بالجغرافيا الإثنية و القومية و القبلية و العشائرية للسكّان و جاهلين بالتاريخ الإجتماعي و السياسي للمنطقة و الأنكى جهلهم بثقافة و حضارة الشعب العراقي و العربي عموما،مثال ذلك أنّ سنة 2003، توصل المحافظون الجدد، إلى الفكرة النّيرة التالية، بما أن الشيعة العراقيين الذين يشكلون الأغلبية كانوا مضطهدين في ظل نظام صدام حسين، فإنهم سيشكلون قاعدة دعم صلبة للأمريكيين. الآن، وبشكل مفاجئ، استفاق البيت الأبيض على حقيقة أن إيران، وليس الولايات المتحدة، هي من يتمتع بقاعدة صلبة داخل العراق ولديها نفوذ متزايد بالعراق.و أنّ قبائل و عشائر شيعية عديدة تسند المقاومة و تدعمها و أن دعاوى التّقسيم لا تلقى القبول المتوقّع وأن أدفاق المقاومين لا تكفّ عن الدّخول إلى التراب العراقي و أن شرفاء البلد و المنطقة يفضحون مشاريع "الشرق الأوسط الجديد" و أن.. و أن......

إن أخطاء الولايات المتّحدة و "إرهاب الدّولة" الذي تمارسه هو المتسبّب الرئيس في حالة الإقتتال الذي تردّت إليه عراق اليوم من مجازر يومية وتصفيات إثنية وطائفية متواصلة ،عملية تهجير عدد كبير من السكان العراقيين يمكنها إن تواصلت أن تؤدي في أسوأ التّوقعات إلى تقسيم العراق إلى ثلاثة أقسام. حتى بغداد يمكنها أن تقسم إلى مناطق شيعية وأخرى سنية. سيكون هذا السيناريو كابوسا، مثل تقسيم الهند سنة 1947. ولن يمكن تحقيقه إلا بأبشع المجازر وحمامات الدماء.
لقد عمل الأمريكيون بممارساتهم تلك و أخطائهم و أطماعهم على إدخال الاضطراب إلى كل منطقة الشرق الأوسط. كان الأردن مستقرا نسبيا، لكنه لم يعد كذلك. وإذا ما واصل بوش طريقه فإن نفس الفوضى والصراعات الداخلية التي نراها الآن في العراق ستمتد إلى لبنان وسوريا، من خلال اندلاع المواجهات بين السنة، العلويين، المسيحيين المارونيين، الدروز والشيعة. إذا ما اندلع هذا الجنون الطائفي فإنه لن يكون من السهل احتوائه. ويمكنه أن يمتد ليس فقط إلى الأردن، بل أيضا إلى بلدان أخرى. وسيعني المزيد من الاضطرابات والحروب.
تحت الإحتلال تصبح المقاومة ضرورية ..ودعمها ضروري كذلك وفي الحالة العراقية التي تضرب مقاوتها أروع أمثلة الصّمود فإنّه حريّ بها أن ترسم بالتّوازي مع برنامجها العسكري المقاوم برنامجا سياسيّا و وطنيّا لملامح عراق ما بعد الإحتلال حتّى لا تعيد تجارب شبيهة نجحت في طرد المحتلّ لكنّها فشلت في استنباط الحلّ..الحلّ للواقع الإجتماعي والسّياسي والإقتصادي.ولا نحسب ذلك خافيا على الواقفين على الثّغور
democrate
democrate
عضو جديد
عضو جديد

عدد الرسائل : 21
العمر : 38
الموقع : sousse
تاريخ التسجيل : 17/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى