رسالة الأسير مروان البرغوثي
صفحة 1 من اصل 1
رسالة الأسير مروان البرغوثي
وصلت الى "القدس" الفلسطينية ، حصريا ، رسالة وجهها النائب الأسير مروان البرغوثي الى الرئيس محمود عباس واعضاء اللجنة المركزية وأعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس لحركة "فتح"، جاء فيها:
من قلب زنزانتي الصغيرة أتوجه لكم بالتحية، ومن خلالكم الى كل أبناء حركة "فتح" المناضلين والمناضلات، وإلى شعبنا العظيم الصامد والقابض على حقوقه الوطنية الثابتة في الوطن والشتات وفي المنافي. وأتوجه بتحية الاجلال والإكبار لشهداء شعبنا العظيم وعلى رأسهم الرئيس القائد الشهيد أبو عمار وإلى الجرحى والأسرى والمعتقلين.
أنني اتوجه بهذه الرسالة الموجزة وكلي ثقة أنها ستجد آذانً صاغية، وعقولاً مفتوحة، آملاً أن تسهم في إنجاح المؤتمر العام السادس الذي طال انتظاره بما يقارب العقدين من الزمن، وحدث خلالها تطورات دولية وإقليمية وعربية وفلسطينية غير مسبوقة، الأمر الذي يقتضي أخذها بعين الأعتبار في كافة المجالات.
أنني أعتبر ومثل الأغلبية الساحقة من أبناء الحركة في كل مكان أن تعطيل أنعقاد المؤتمر كان سبباً رئيسياً وراء الهزات العنيفة وحال الترهل والتسيب التي عاشتها ولا زالت الحركة، وبالتالي فإن انعقاد المؤتمر يمثل حدثاً هاماً وبارزاً في تاريخ الحركة وفي تاريخ الحركة الفلسطينية برمتها. وخلال عامين فقط تعرضت الحركة إلى تحدي غير مسبوق منذ انطلاقتها تمثل في خسارتها في الانتخابات التشريعية، وفي أنهيار السلطة الوطنية في قطاع غزة، وسيطرة حركة حماس عليها. أن انعقاد المؤتمر ونجاحه في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ شعبنا وحركتها الرائدة هو مهمة وطنية وفتحاوية مقدسة، ولا يجوز أخضاعها للمزاج أو المصالح الشخصية والأنانية، وللحسابات الجبهوية والمحورية، وأنني أهيب بكل أبناء الحركة الى الوحدة والتلاحم والعمل جنباً الى جنب ويداً بيد، لضمان انعقاد المؤتمر اولاً ونجاحه ثانياً، وأدعوهم الى العلو فوق الجراح والى تغليب المصالح الوطنية والحركية على كل أعتبار آخر.
الأخ الرئيس/الإخوة والاخوات
انطلاقاً من الشعور العالي بالمسؤولية الوطنية والفتحاوية، وحرصاً على إنجاح مؤتمرنا السادس فأنني أسجل الملاحظات والأقتراحات التالية، آملاً دراستها وأخذها بعين الأعتبار والأهتمام في تشكيل وإقرار عضوية المؤتمر العام السادس:-
1- منذ المؤتمر الخامس (1989) حتى الآن التحق بالحركة عشرات الآلاف من الأعضاء الجدد، واتسعت القاعدة الطلابية والاجتماعية والشعبية للحركة، واستجدت مهام متعددة خلال هذه السنوات، وقد أستحق الآلاف من الأعضاء الجدد عضوية المؤتمر السادس للحركة خلال العقدين الماضيين ولم يتسنى لهم المشاركة فيها بسبب عدم عقد المؤتمرات.
2- كان من المفروض عقد أربع مؤتمرات خلال العقدين الماضيين وكان سيشارك في هذه المؤتمرات الأربع عدة آلاف من أبناء الحركة، فاذا كان المؤتمر الخامس الذي عقد في تونس (89) اشتمل على 1200 عضو فأن الذي يليه كان سيشمل 2000 عضو على الأقل، وهكذا بما يعني أن العدد المفترض للمشاركين في أربع مؤتمرات لن يقل عن خمسة آلاف عضو، بافتراض الزيادة المستمرة في عدد أعضاء الحركة، هذا الأمر الذي يتوجب أخذه بعين الأعتبار في تحديد عضوية المؤتمر القادم.
3- في حال لو تم فعلا الالتزام بالنظام وعقد المؤتمرات بإنتظام فأنه سيكون قد جرى انتخاب 4 لجان مركزية ومجالس ثورية، وكان سيبلغ عدد المشاركين في هذه الهيئات بضع مئات من القيادات.
4- يتوجب ملاحظة أن كوادر الحركة في داخل فلسطين لم يتسنى لهم المشاركة في أي مؤتمر منذ الإنطلاقة عام (65) حتى هذا التاريخ، علماً بأن هنالك الآلاف اللذين استوفوا شروط العضوية وكان الأمر سيكون أسهل لو أن المؤتمرات عقدت بانتظام، والأمر الذي نؤكده هنا أنه في حال اقرارعضوية المؤتمر يتوجب أخذ هذه القضية بكثير من الاهتمام، بل والأهتمام الشديد لأن غياب وتعطيل المؤتمر ليس ذنب هذا الكادر المناضل في الحركة منذ عقود، والذي لم يحظى بفرص المشاركة في أي مؤتمر وأن استثناء هؤلاء سيكون له آثار سلبية بالغة.
5- أن المؤتمر منذ أنطلاقة الحركة حتى الآن لم ينعقد على أرض الوطن، وقد حان الوقت لإنعقاده، لما لهذا الأمر من دلالات عملية ورمزية، خاصة ان الحركة نجحت في عقد دورتين للمجلس الوطني في الوطن (96-98)، ونجحت في عقد انتخابات تشريعية، ورئاسية مرتين.
6- أن إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية، بقيادة حركة فتح قد ترك أثره على بنية الحركة، نظراً لتغير المهام وتعددها وامتدادها، إلى كافة مجالات الحياة في المجتمع الفلسطيني وعلى الأرض الفلسطينية، ونظراً لأهتمام أوعمل الحركة في قطاعات جديدة لم تكن قد عملت فيها خارج الوطن، الأمر الذي يقتضي اخذه بعين الأعتبار.
7- أن تشكيل المؤتمر استناداً الى نصوص ومواد النظام الأساسي وتجاهل عقدين من التطورات والتغيرات على بنية الحركة وعلى نشاطها، سيكون له آثار سلبية بالغة وأن الحكمة تقتضي تشكيل المؤتمر آخذين بعين الأعتبار مثل هذه التطورات الهامة جداً.
الأخ الرئيس/الأخوات والاخوة أعضاء المركزية
أنني اتطلع الى مؤتمر يوحد ولا يقسم، يقوي ولا يضعف، مؤتمر يشكل مرحلة جديدة في تاريخ الحركة يكون قادر على رسم برنامج سياسي جديد، يتناسب وتطورات العشرين عاماً الأخيرة وتطوراتها، ويؤكد على الثوابت الوطنية الفلسطينية، ويجري تطوير على النظام الأساسي، واللوائح تتناسب مع اتساع قاعدة الحركة، ومع تكريس حياة ديمقراطية حقيقية فيها، ونظام ولوائح تسمح بتوسيع الهيئات القيادية، ومؤتمر يكون محطة لتجديد القيادات في الهيئات القيادية، وأننا نتطلع الى مؤتمر التصالح الداخلي ولتعزيز وحدة الحركة وتلاحمها وتقويتها وتصليب عودها، وتنطلق الى المواجهة للتحديات الكبيرة، وتواصل قيادة شعبنا نحو شاطيء الحرية والعودة والاستقلال.
وفي سبيل إنجاح مؤتمر قادر على تحقيق هذه الأهداف فأنني أتقدم بالاقتراحات التالية:-
1- البحث عن أفضل صيغة تضمن مشاركة أكبر عدد من مستحقي عضوية المؤتمر بغض النظر عن العدد، وعدم حصر عضوية المؤتمر في عدد محدود، يحرم الأغلبية الساحقة من المستحقين، وأتمنى دراسة عقد المؤتمر على ثلاث حلقات (غزة – الضفة – الخارج) علماً أن هذا يسمح لأكبر عدد من الكوادر المستحقة في المشاركة.
2- في حال تعذر أو عدم قبول أقتراح الثلاث حلقات، فأنه سيكون أمراً بالغ الأهمية عقد مؤتمر بالمشاركة، لا تقل في أسوأ الظروف عن ثلاثة الاف عضو، وذلك لتحقيق الحد الأدنى من ضمان مشاركة أكبر عدد من الكادر القيادي والقاعدة في كافة القطاعات، وأن نجاح أي مؤتمر سيتحدد بإتساع القاعدة التنظيمية الذي يمثله أعضاء المؤتمر.
3- تمثيل كافة الأقاليم من خلال لجان الأقاليم المنتخبة وكذلك لجان الأقاليم السابقة والتي حرمت العمل التنظيمي والحركي سنوات طويلة.
4- تمثيل حقيقي وواسع للشبيبة، من خلال أعضاء قيادة الشبيبة الفتحاوية وكادر الشبيبة في كافة محافظات الوطن، وفي قيادة الوطن، ثم قيادة كل محافظة، إضافة الى قيادة الشبيبة في الجامعات والمعاهد، كذلك ممثلي الحركة في مجالس الطلبة، ورؤساء المجالس خلال السنوات الماضية، اضافة الى كادر الشبيبة، والحرص لتمثيل هام لجيل الشباب في المؤتمر، يأتي من مختلف القطاعات في الحركة.
5- ضمان تمثيل أساسي للمرأة الفتحاوية في المؤتمر بما لا يقل عن 20% من أعضاء المؤتمر، على أن تأتي ممثلات لمختلف القطاعات وتنسيق ذلك بتشكيل رئيسي مع المكتب الحركي للمرأة، وأتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي، والكادر النسوي.
6- أقرار عضوية، أعضاء المجلس التشريعي من حركة فتح في المجلس السابق، والمجلس التشريعي الحالي.
7- ممثلي حركة فتح في المجالس البلدية، والمجالس المحلية، خاصة وأن هؤلاء منتخبون على نطاق واسع، ويحظوا بقاعدة شعبية هامة، ويلعبون دوراً هاماً في إدارة الشأن المحلي للمجتمع الفلسطيني.
8- ممثلي عن القطاعات المهنية وخاصة أطباء، محامين، مهندسين.........الخ. وتحقيق تمثيل حقيقي لهم في المؤتمر، اضافة الى ممثلي حركة فتح في النقابات المهنية، سواء على المستوى الوطني، او المستوى المحلي، في المحافظات خاصة، وأن هؤلاء منتخبون بشكل دوري، اضافة الى ممثلي حركة فتح في مجالس النقابات السابقين على مستوى الوطن.
9- ممثلي حركة الشبيبة العمالية، وكوادرها القيادية، وممثلي حركة فتح في النقابات العمالية، سواء على المستوى الوطني لها، أو النقابات على مستوى المحافظات المختلفة.
10- تمثيل قوي وفعال لمئات من اساتذة الجامعات، والمعاهد العليا الفتحاويين من حملة الشهادات العليا ( الماجستير والدكتوراه)، ويسهموا في تدريس ما يقارب 200.000 طالب جامعي، ولهم تأثير ودور فعال في المجتمع الفلسطيني، ومن الأهمية بمكان تمثيلهم على نحو جيد، تقديراً لدورهم الوطني والعملي والحركي والاكاديمي، وتعزيزاً للهيئات الحركية بالكفاءات، وكذلك ممثلي فتح في نقابة العاملين في الجامعات والمعاهد العليا.
11- تمثيل الصحفيين من أبناء حركة فتح، نظراً للدور الهام الذين يقومون به، وسواء كانوا في مؤسسات فلسطينية خاصة، أو رسمية، أو في المؤسسات الأعلامية العربية والاجنبية، وممثلي الحركة في الجسم الصحافي المهني، او في نقابة الصحيفيين.
12- ممثلي الحركة في الجمعيات الخيرية، والتعاونية، والمنظمات الأهلية، ومنظمات المجتمع المدني، وفي الأندية، ومراكز الشباب، واللجان الشعبية في المخيمات.
13- تمثيل الهيئات القيادية في نادي الأسير، على المستوى الوطني، او المحافظات، وكذلك جمعية الأسرى والمحررين، وأية هيئات تمثيلية للأسرى.
14- أقرار عضوية الأسرى المحررين الذين قضوا أكثر من عشر سنوات في سجون الاحتلال، علماً أن القسم الأكبر منهم سيأتي في سياق تمثيل لقطاعات، ومؤسسات، وأطر، ولجان، وهيئات مختلفة، مدنية وعسكرية، إضافة الى تمثيل مبعدي كنيسة المهد.
15- منح الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال من أبناء حركة فتح، تمثيل في المؤتمر، علماً أن عددهم يصل الى خمسة آلاف أسير، وهم بالمناسبة من العسكريين بالحركة، وهنالك ما يقارب 200 من القدماء، الذين قضوا أكثر من عشر سنوات في السجون حتى الآن، منحهم العضوية في المؤتمر، وأختيار عدد مناسب من الإخوة المعتقلين، ما بعد سنة (2000)، يضاف الى ذلك أن هنالك عدد أكبر من الكوادر، والقيادات، من المعتقلين والأسرى من الانتفاضة، وهم أكثر من 4800 معتقل أسير، وسنتواصل معاً لتحديد الصيغة المناسبة لهذا التمثيل.
16- ممثلي الحركة في التجمع الوطني لأبناء الشهداء، وفي كافة الأجسام الأخرى، التي تعنى بأسر وذوي الشهداء، ومن الكوادر من أبناءهم.
17- كل هذا يضاف إلى ما هو مقرر أصلاً في النظام، وما قدرته اللجنة المركزية، واللجنة التحضيرية، وليس بديلاً عنه.
18- من الضروري تمثيل كافة القطاعات المذكورة، وممثلي عنها في اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وفي اللجان المتفرعة عنها، الأمر الذي سيكرس الشراكة، والعمل الجماعي، ويسهل إنجاز مهمة أنعقاد المؤتمر.
19- سيكون أمراً هاماً جداً قيام اللجنة المركزية بعقد لقاءات، مع الكادر الحركي، وممثلي كافة القطاعات، والمكاتب الحركية، في مختلف المحافظات في الوطن، وفي المخيمات الفلسطينية خارج الوطن، وذلك لشرح أعمال اللجنة التحضيرية، ومهمات المؤتمر، والأستماع للملاحظات، ومن أجل فتح أوسع وأشمل حوار داخلي.
20- على هذا الأتساع لقاعدة الحركة، وتواجدها حيث يتواجد الفلسطينيون، ولضمان اوسع مشاركة في قيادة الحركة، وفي قرارتها، فأنه سيكون من الضروري، دراسة توسيع اللجنة المركزية قليلاً، بحيث تصبح من 21-31. أو 27 على الأقل.
أما المجلس الثوري فتوسيعه في غاية الأهمية، وهو ضرورة وأولوية أكثر من أي وقت آخر، وذلك بمنحه صلاحيات واضحة، بشأنه متابعة وتقرير قوائم ممثلي فتح في مجالس البلدية، والمحلية، وآليات هذا الأختيار، كذلك ما يتعلق بإختيار ممثلي فتح في المجلس التشريعي، والمجلس الوطني، وفي اختيار الوزراء وغير ذلك من المهام، ولضمان تمثيل كافة القطاعات دون أستثناء، وهذا لن يأتي إلا من خلال توسيع المجلس الى (250) عضو، على أن يشترط تمثيل معظم القطاعات بشكل مقبول، وأن يكون منتخباً ومن الضروري تمثيل المرأة في المركزية، خاصة وأن الحركة كان لها شرف إقرار تمثيل المرأة بهذه النسبة، في المجالس البلدية والمحلية، وفي المجلس التشريعي، ومن غير المقبول أن لا نقرها داخلياً.
الأخ الرئيس القائد العام أبو مازن
الأخوات والإخوة في اللجنة المركزية
الأخوات والإخوة في اللجنة التحضيرية
أن شرط نجاح المؤتمر، هو التحضير الحقيقي والفعال له، وتفرغ اللجنة المركزية، وأعضاء المجلس الثوري، والكوادر العليا في الحركة، بهذه المهمة الوطنية، والحركية المفصلية، والحيوية، وشرط النجاح، هو في اشراك ممثلي عن كافة الهيئات، والأطر، والمكاتب الحركية، وعن المرأة، والشبيبة، والنقابات، والأقاليم، والأكاديميين، والمهنيين، وعن الأسرى، والمحررين، وكذلك من خلال اعداد الاوراق، والبرامج مسبقاً، والأهم مناقشتها على كافة المستويات، والذهاب الى المؤتمر في اعلى درجات الجاهزية، على قاعدة التوافق الحركي، والشراكة، ووحدة الحركة، في الوطن، والشتات، والمنافي، وشراكة الأجيال، وشراكة المرأة والرجل، وأنها أمانة المسئولية التاريخية، تتطلب منكم قيادة الحركة، في هذا البحر المتلاطم الامواج، الى شاطيء الامان، لأن حركة فتح، هي أمل شعبنا في الحرية، والعودة، والاستقلال، والديمقراطية، والعدالة.
اخوكم
مروان البرغوثي/سجن هداريم
قسم (3) زنزانة رقم (28)
من قلب زنزانتي الصغيرة أتوجه لكم بالتحية، ومن خلالكم الى كل أبناء حركة "فتح" المناضلين والمناضلات، وإلى شعبنا العظيم الصامد والقابض على حقوقه الوطنية الثابتة في الوطن والشتات وفي المنافي. وأتوجه بتحية الاجلال والإكبار لشهداء شعبنا العظيم وعلى رأسهم الرئيس القائد الشهيد أبو عمار وإلى الجرحى والأسرى والمعتقلين.
أنني اتوجه بهذه الرسالة الموجزة وكلي ثقة أنها ستجد آذانً صاغية، وعقولاً مفتوحة، آملاً أن تسهم في إنجاح المؤتمر العام السادس الذي طال انتظاره بما يقارب العقدين من الزمن، وحدث خلالها تطورات دولية وإقليمية وعربية وفلسطينية غير مسبوقة، الأمر الذي يقتضي أخذها بعين الأعتبار في كافة المجالات.
أنني أعتبر ومثل الأغلبية الساحقة من أبناء الحركة في كل مكان أن تعطيل أنعقاد المؤتمر كان سبباً رئيسياً وراء الهزات العنيفة وحال الترهل والتسيب التي عاشتها ولا زالت الحركة، وبالتالي فإن انعقاد المؤتمر يمثل حدثاً هاماً وبارزاً في تاريخ الحركة وفي تاريخ الحركة الفلسطينية برمتها. وخلال عامين فقط تعرضت الحركة إلى تحدي غير مسبوق منذ انطلاقتها تمثل في خسارتها في الانتخابات التشريعية، وفي أنهيار السلطة الوطنية في قطاع غزة، وسيطرة حركة حماس عليها. أن انعقاد المؤتمر ونجاحه في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ شعبنا وحركتها الرائدة هو مهمة وطنية وفتحاوية مقدسة، ولا يجوز أخضاعها للمزاج أو المصالح الشخصية والأنانية، وللحسابات الجبهوية والمحورية، وأنني أهيب بكل أبناء الحركة الى الوحدة والتلاحم والعمل جنباً الى جنب ويداً بيد، لضمان انعقاد المؤتمر اولاً ونجاحه ثانياً، وأدعوهم الى العلو فوق الجراح والى تغليب المصالح الوطنية والحركية على كل أعتبار آخر.
الأخ الرئيس/الإخوة والاخوات
انطلاقاً من الشعور العالي بالمسؤولية الوطنية والفتحاوية، وحرصاً على إنجاح مؤتمرنا السادس فأنني أسجل الملاحظات والأقتراحات التالية، آملاً دراستها وأخذها بعين الأعتبار والأهتمام في تشكيل وإقرار عضوية المؤتمر العام السادس:-
1- منذ المؤتمر الخامس (1989) حتى الآن التحق بالحركة عشرات الآلاف من الأعضاء الجدد، واتسعت القاعدة الطلابية والاجتماعية والشعبية للحركة، واستجدت مهام متعددة خلال هذه السنوات، وقد أستحق الآلاف من الأعضاء الجدد عضوية المؤتمر السادس للحركة خلال العقدين الماضيين ولم يتسنى لهم المشاركة فيها بسبب عدم عقد المؤتمرات.
2- كان من المفروض عقد أربع مؤتمرات خلال العقدين الماضيين وكان سيشارك في هذه المؤتمرات الأربع عدة آلاف من أبناء الحركة، فاذا كان المؤتمر الخامس الذي عقد في تونس (89) اشتمل على 1200 عضو فأن الذي يليه كان سيشمل 2000 عضو على الأقل، وهكذا بما يعني أن العدد المفترض للمشاركين في أربع مؤتمرات لن يقل عن خمسة آلاف عضو، بافتراض الزيادة المستمرة في عدد أعضاء الحركة، هذا الأمر الذي يتوجب أخذه بعين الأعتبار في تحديد عضوية المؤتمر القادم.
3- في حال لو تم فعلا الالتزام بالنظام وعقد المؤتمرات بإنتظام فأنه سيكون قد جرى انتخاب 4 لجان مركزية ومجالس ثورية، وكان سيبلغ عدد المشاركين في هذه الهيئات بضع مئات من القيادات.
4- يتوجب ملاحظة أن كوادر الحركة في داخل فلسطين لم يتسنى لهم المشاركة في أي مؤتمر منذ الإنطلاقة عام (65) حتى هذا التاريخ، علماً بأن هنالك الآلاف اللذين استوفوا شروط العضوية وكان الأمر سيكون أسهل لو أن المؤتمرات عقدت بانتظام، والأمر الذي نؤكده هنا أنه في حال اقرارعضوية المؤتمر يتوجب أخذ هذه القضية بكثير من الاهتمام، بل والأهتمام الشديد لأن غياب وتعطيل المؤتمر ليس ذنب هذا الكادر المناضل في الحركة منذ عقود، والذي لم يحظى بفرص المشاركة في أي مؤتمر وأن استثناء هؤلاء سيكون له آثار سلبية بالغة.
5- أن المؤتمر منذ أنطلاقة الحركة حتى الآن لم ينعقد على أرض الوطن، وقد حان الوقت لإنعقاده، لما لهذا الأمر من دلالات عملية ورمزية، خاصة ان الحركة نجحت في عقد دورتين للمجلس الوطني في الوطن (96-98)، ونجحت في عقد انتخابات تشريعية، ورئاسية مرتين.
6- أن إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية، بقيادة حركة فتح قد ترك أثره على بنية الحركة، نظراً لتغير المهام وتعددها وامتدادها، إلى كافة مجالات الحياة في المجتمع الفلسطيني وعلى الأرض الفلسطينية، ونظراً لأهتمام أوعمل الحركة في قطاعات جديدة لم تكن قد عملت فيها خارج الوطن، الأمر الذي يقتضي اخذه بعين الأعتبار.
7- أن تشكيل المؤتمر استناداً الى نصوص ومواد النظام الأساسي وتجاهل عقدين من التطورات والتغيرات على بنية الحركة وعلى نشاطها، سيكون له آثار سلبية بالغة وأن الحكمة تقتضي تشكيل المؤتمر آخذين بعين الأعتبار مثل هذه التطورات الهامة جداً.
الأخ الرئيس/الأخوات والاخوة أعضاء المركزية
أنني اتطلع الى مؤتمر يوحد ولا يقسم، يقوي ولا يضعف، مؤتمر يشكل مرحلة جديدة في تاريخ الحركة يكون قادر على رسم برنامج سياسي جديد، يتناسب وتطورات العشرين عاماً الأخيرة وتطوراتها، ويؤكد على الثوابت الوطنية الفلسطينية، ويجري تطوير على النظام الأساسي، واللوائح تتناسب مع اتساع قاعدة الحركة، ومع تكريس حياة ديمقراطية حقيقية فيها، ونظام ولوائح تسمح بتوسيع الهيئات القيادية، ومؤتمر يكون محطة لتجديد القيادات في الهيئات القيادية، وأننا نتطلع الى مؤتمر التصالح الداخلي ولتعزيز وحدة الحركة وتلاحمها وتقويتها وتصليب عودها، وتنطلق الى المواجهة للتحديات الكبيرة، وتواصل قيادة شعبنا نحو شاطيء الحرية والعودة والاستقلال.
وفي سبيل إنجاح مؤتمر قادر على تحقيق هذه الأهداف فأنني أتقدم بالاقتراحات التالية:-
1- البحث عن أفضل صيغة تضمن مشاركة أكبر عدد من مستحقي عضوية المؤتمر بغض النظر عن العدد، وعدم حصر عضوية المؤتمر في عدد محدود، يحرم الأغلبية الساحقة من المستحقين، وأتمنى دراسة عقد المؤتمر على ثلاث حلقات (غزة – الضفة – الخارج) علماً أن هذا يسمح لأكبر عدد من الكوادر المستحقة في المشاركة.
2- في حال تعذر أو عدم قبول أقتراح الثلاث حلقات، فأنه سيكون أمراً بالغ الأهمية عقد مؤتمر بالمشاركة، لا تقل في أسوأ الظروف عن ثلاثة الاف عضو، وذلك لتحقيق الحد الأدنى من ضمان مشاركة أكبر عدد من الكادر القيادي والقاعدة في كافة القطاعات، وأن نجاح أي مؤتمر سيتحدد بإتساع القاعدة التنظيمية الذي يمثله أعضاء المؤتمر.
3- تمثيل كافة الأقاليم من خلال لجان الأقاليم المنتخبة وكذلك لجان الأقاليم السابقة والتي حرمت العمل التنظيمي والحركي سنوات طويلة.
4- تمثيل حقيقي وواسع للشبيبة، من خلال أعضاء قيادة الشبيبة الفتحاوية وكادر الشبيبة في كافة محافظات الوطن، وفي قيادة الوطن، ثم قيادة كل محافظة، إضافة الى قيادة الشبيبة في الجامعات والمعاهد، كذلك ممثلي الحركة في مجالس الطلبة، ورؤساء المجالس خلال السنوات الماضية، اضافة الى كادر الشبيبة، والحرص لتمثيل هام لجيل الشباب في المؤتمر، يأتي من مختلف القطاعات في الحركة.
5- ضمان تمثيل أساسي للمرأة الفتحاوية في المؤتمر بما لا يقل عن 20% من أعضاء المؤتمر، على أن تأتي ممثلات لمختلف القطاعات وتنسيق ذلك بتشكيل رئيسي مع المكتب الحركي للمرأة، وأتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي، والكادر النسوي.
6- أقرار عضوية، أعضاء المجلس التشريعي من حركة فتح في المجلس السابق، والمجلس التشريعي الحالي.
7- ممثلي حركة فتح في المجالس البلدية، والمجالس المحلية، خاصة وأن هؤلاء منتخبون على نطاق واسع، ويحظوا بقاعدة شعبية هامة، ويلعبون دوراً هاماً في إدارة الشأن المحلي للمجتمع الفلسطيني.
8- ممثلي عن القطاعات المهنية وخاصة أطباء، محامين، مهندسين.........الخ. وتحقيق تمثيل حقيقي لهم في المؤتمر، اضافة الى ممثلي حركة فتح في النقابات المهنية، سواء على المستوى الوطني، او المستوى المحلي، في المحافظات خاصة، وأن هؤلاء منتخبون بشكل دوري، اضافة الى ممثلي حركة فتح في مجالس النقابات السابقين على مستوى الوطن.
9- ممثلي حركة الشبيبة العمالية، وكوادرها القيادية، وممثلي حركة فتح في النقابات العمالية، سواء على المستوى الوطني لها، أو النقابات على مستوى المحافظات المختلفة.
10- تمثيل قوي وفعال لمئات من اساتذة الجامعات، والمعاهد العليا الفتحاويين من حملة الشهادات العليا ( الماجستير والدكتوراه)، ويسهموا في تدريس ما يقارب 200.000 طالب جامعي، ولهم تأثير ودور فعال في المجتمع الفلسطيني، ومن الأهمية بمكان تمثيلهم على نحو جيد، تقديراً لدورهم الوطني والعملي والحركي والاكاديمي، وتعزيزاً للهيئات الحركية بالكفاءات، وكذلك ممثلي فتح في نقابة العاملين في الجامعات والمعاهد العليا.
11- تمثيل الصحفيين من أبناء حركة فتح، نظراً للدور الهام الذين يقومون به، وسواء كانوا في مؤسسات فلسطينية خاصة، أو رسمية، أو في المؤسسات الأعلامية العربية والاجنبية، وممثلي الحركة في الجسم الصحافي المهني، او في نقابة الصحيفيين.
12- ممثلي الحركة في الجمعيات الخيرية، والتعاونية، والمنظمات الأهلية، ومنظمات المجتمع المدني، وفي الأندية، ومراكز الشباب، واللجان الشعبية في المخيمات.
13- تمثيل الهيئات القيادية في نادي الأسير، على المستوى الوطني، او المحافظات، وكذلك جمعية الأسرى والمحررين، وأية هيئات تمثيلية للأسرى.
14- أقرار عضوية الأسرى المحررين الذين قضوا أكثر من عشر سنوات في سجون الاحتلال، علماً أن القسم الأكبر منهم سيأتي في سياق تمثيل لقطاعات، ومؤسسات، وأطر، ولجان، وهيئات مختلفة، مدنية وعسكرية، إضافة الى تمثيل مبعدي كنيسة المهد.
15- منح الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال من أبناء حركة فتح، تمثيل في المؤتمر، علماً أن عددهم يصل الى خمسة آلاف أسير، وهم بالمناسبة من العسكريين بالحركة، وهنالك ما يقارب 200 من القدماء، الذين قضوا أكثر من عشر سنوات في السجون حتى الآن، منحهم العضوية في المؤتمر، وأختيار عدد مناسب من الإخوة المعتقلين، ما بعد سنة (2000)، يضاف الى ذلك أن هنالك عدد أكبر من الكوادر، والقيادات، من المعتقلين والأسرى من الانتفاضة، وهم أكثر من 4800 معتقل أسير، وسنتواصل معاً لتحديد الصيغة المناسبة لهذا التمثيل.
16- ممثلي الحركة في التجمع الوطني لأبناء الشهداء، وفي كافة الأجسام الأخرى، التي تعنى بأسر وذوي الشهداء، ومن الكوادر من أبناءهم.
17- كل هذا يضاف إلى ما هو مقرر أصلاً في النظام، وما قدرته اللجنة المركزية، واللجنة التحضيرية، وليس بديلاً عنه.
18- من الضروري تمثيل كافة القطاعات المذكورة، وممثلي عنها في اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وفي اللجان المتفرعة عنها، الأمر الذي سيكرس الشراكة، والعمل الجماعي، ويسهل إنجاز مهمة أنعقاد المؤتمر.
19- سيكون أمراً هاماً جداً قيام اللجنة المركزية بعقد لقاءات، مع الكادر الحركي، وممثلي كافة القطاعات، والمكاتب الحركية، في مختلف المحافظات في الوطن، وفي المخيمات الفلسطينية خارج الوطن، وذلك لشرح أعمال اللجنة التحضيرية، ومهمات المؤتمر، والأستماع للملاحظات، ومن أجل فتح أوسع وأشمل حوار داخلي.
20- على هذا الأتساع لقاعدة الحركة، وتواجدها حيث يتواجد الفلسطينيون، ولضمان اوسع مشاركة في قيادة الحركة، وفي قرارتها، فأنه سيكون من الضروري، دراسة توسيع اللجنة المركزية قليلاً، بحيث تصبح من 21-31. أو 27 على الأقل.
أما المجلس الثوري فتوسيعه في غاية الأهمية، وهو ضرورة وأولوية أكثر من أي وقت آخر، وذلك بمنحه صلاحيات واضحة، بشأنه متابعة وتقرير قوائم ممثلي فتح في مجالس البلدية، والمحلية، وآليات هذا الأختيار، كذلك ما يتعلق بإختيار ممثلي فتح في المجلس التشريعي، والمجلس الوطني، وفي اختيار الوزراء وغير ذلك من المهام، ولضمان تمثيل كافة القطاعات دون أستثناء، وهذا لن يأتي إلا من خلال توسيع المجلس الى (250) عضو، على أن يشترط تمثيل معظم القطاعات بشكل مقبول، وأن يكون منتخباً ومن الضروري تمثيل المرأة في المركزية، خاصة وأن الحركة كان لها شرف إقرار تمثيل المرأة بهذه النسبة، في المجالس البلدية والمحلية، وفي المجلس التشريعي، ومن غير المقبول أن لا نقرها داخلياً.
الأخ الرئيس القائد العام أبو مازن
الأخوات والإخوة في اللجنة المركزية
الأخوات والإخوة في اللجنة التحضيرية
أن شرط نجاح المؤتمر، هو التحضير الحقيقي والفعال له، وتفرغ اللجنة المركزية، وأعضاء المجلس الثوري، والكوادر العليا في الحركة، بهذه المهمة الوطنية، والحركية المفصلية، والحيوية، وشرط النجاح، هو في اشراك ممثلي عن كافة الهيئات، والأطر، والمكاتب الحركية، وعن المرأة، والشبيبة، والنقابات، والأقاليم، والأكاديميين، والمهنيين، وعن الأسرى، والمحررين، وكذلك من خلال اعداد الاوراق، والبرامج مسبقاً، والأهم مناقشتها على كافة المستويات، والذهاب الى المؤتمر في اعلى درجات الجاهزية، على قاعدة التوافق الحركي، والشراكة، ووحدة الحركة، في الوطن، والشتات، والمنافي، وشراكة الأجيال، وشراكة المرأة والرجل، وأنها أمانة المسئولية التاريخية، تتطلب منكم قيادة الحركة، في هذا البحر المتلاطم الامواج، الى شاطيء الامان، لأن حركة فتح، هي أمل شعبنا في الحرية، والعودة، والاستقلال، والديمقراطية، والعدالة.
اخوكم
مروان البرغوثي/سجن هداريم
قسم (3) زنزانة رقم (28)
salvador allende- عضو بارز
- عدد الرسائل : 55
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 16/12/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى